[b][size=24]أخلاقيات الطب/نقل الأعضاء
دكتور/كميل تامر هندي
مقدمة:
أحدثت الثورة العلمية تأثيراً شديداً على العالم، ومما لاشك فيه أننا مستهلَكين أي نستفيد منها. أمام هذا التقدم العلمي الحادث لابد للكنيسة أن يكون لها موقف أمام هذه الأمور. لأن العلم لا يستمد أخلاقياته من ذاته؛ إنما من الكتاب المقدس، فحكم الكنيسة على التقدم العلمي نابع من الكتاب المقدس.
نجد في الجرائد اليومية بعض الإعلانات هذا نصّها " مطلوب متبرع بكلية فصيلة دم ( ) بأعلى سعر 70000 جنيه. فما هو موقف الكنيسة من بيع وشراء الأعضاء؟
أولاً: بتر الأعضاء
قد تكون هناك أعضاء مصابة بداء السرطان، وإذا لم يبتر العضو سيؤثر على باقي الجسم ويعرّض حياة الفرد للموت. لذا أعلن البابا بيوس الثاني عشر أنه من الممكن التضحية بعضو في سبيل باقي الأعضاء.
ثانياً: نقل الأعضاء
بدأت جراحات نقل الأعضاء في القرن التاسع عشر بنقل قرنية عين من شخص لأخر؛ أو نقل أنسجة جلدية، وفي نصف القرن العشرين تمت أول جراحة لزرع قلب عام 1969 وقد قام بها الجرّاح كرستيان برنارد Christian Bernard عن طريق زراعة قلب صناعي من البلاستيك؛ إلا أن جسم المريض لم يتقبل العضو الغريب باعتباره جسم غريب فيرفضه الجسم البشري ويقاومه. وكثيراً ما يحدث هذا الأمر مع الحوامل عندما يرفض الجسم الجنين باعتباره جسم غريب رغم أنه تكوّن داخل الرحم. وقد تم تصنيع أدوية لتجعل الجسم البشري يتقبل العضو الغريب، كما استطاع الجرّاح العالمي مجدي يعقوب بفضل الدراسات المستمرة زراعة قلب ورئتين؛ وأخر الأبحاث التي وصل إليها هو إمكانية زرع نسيج لعضلات القلب بدلاً من العضلات التالفة والتي تسبب توقف عضلة القلب بسبب أمراض الشريان التاجي والأزمات القلبية Heart Attack .
هناك نوعان من نقل الأعضاء:
الأعضاء المزدوجة: وتعني أن الفرد لديه منها أثنين ويمكنه أن يحيا بإحداها، ويمكن نقل الأعضاء من شخص لأخر أثناء حياته، مثل الكليتان، القرنيتان.
الأعضاء الفردية: لا تنقل هذه الأعضاء إلا بعد وفاة المريض مباشرة؛ وهي الكبد، البنكرياس، القلب.
الشروط التي وضعتها الكنيسة لنقل الأعضاء المزدوجة:
1. أن تكون هبة: الشخص المتبرع يهب المريض هذا العضو؛ فليس من حق الإنسان بيع أو شراء الأعضاء الجسدية من آخر، المحبة المجانية هي الأساس.
2. لا خطر على حياة المتبرع: وذلك بعمل الفحوصات والتحاليل للتأكد من أن الشخص المتبرع لن يضر صحياً، ولن يؤثر على عمله.
3. التأكد من تحسّن حالة المنقول إليه، لأنه حتى لو تم النقل يمكن أن تكون حالة المستقبل الصحية متدهورة ولن يفيد النقل.
4. مع وجود دافع المحبة، لابد أن يوافق المتبرع بحرية كاملة بدون إجبار -إكراه أو ضغوط نفسية.
5. هذا الشخص يأخذ قراره بعد تفكير متأني لا بدافع من العاطفة، ويكون على دراية كاملة بما سيحدث له.
6. أن يكون نقل العضو من شخص لأخر هو الحل الوحيد لإنقاذ حياته.
هناك بعض المستشفيات الاستثمارية تلجأ للسطو على بعض الأشخاص وتسرق أعضائهم أثناء العمليات الجراحية { تصرّف لا أخلاقي}.شروط نقل الأعضاء الفردية: بعد الموت في أقرب وقت.
هناك بعض العقبات التي تحول دون إتمام عملية التبرّع بالأعضاء الفردية:
• أقرباء المتوفى: كرامة الجثة – الجسد: المجتمع الإسلامي يقدس جثة الإنسان لدرجة أنه يطالب بعدم عرض الموميات الفرعونية في المتاحف.
• خوف ألا يكون الشخص قد توفى: هذه مهمة الطب لا مهمة الكنيسة، فالطب يحدد وفاة الشخص إكلينيكياً، فمثلاً التحديدات السابقة الخاصة بالوفاة { لا تنفس، لا نبض في القلب} هذا غير مسلّم به علمياً، ومع التقدم العلمي في مجال الطب أكتشف العلماء أن السكتة القلبية لا تميت الإنسان، بل السكتة الدماغية، أي موت جذع المخ.
• الموت الإكلينيكي: الجسم لا يعمل وبالأخص المخ ويقوم الأطباء بتوصيل المريض بالوسائل الطبية الخارقة أملاً في الحياة لكن بلا جدوى كما حدث مع الملك حسين ملك الأردن، جدير بالذكر أن جوزيف بروستيتو رئيس يوغوسلافيا عام 1976 عاش 86 يوماً بالأجهزة الطبية التعويضية قبل أن يموت.
• البعض يوصي بوفاة أعضاءه بعد وفاته، إلا أن الوصية لا تنفذ لأن أهل المتوفى لا يتقبلون هذا الموضوع، ويحدث النقل عادة في حالة المحكوم عليهم بالإعدام، أو بعض الجثث المجهولة التي تأتي المستشفيات في حوادث وبلا أي هوية.
رأي الإسلام في مصر:
يرفض الإسلام التبرع بأي أعضاء من إنسان إلى أخر والأسباب كالتالي
1. الإنسان لا يملك أعضاء جسدية وليس له حق التصرف فيه
2. ملكية الشخص لأعضاء جسده ملكية انتفاع
3. مريض الفشل الكلوي يقابل ربه[/size][/b]