[color:88c2=red][size=24](4) بدعة "رقاد النفوس" بالنسبة للذين يموتون سواء كانوا أبراراً أم أشراراً مع أن الرب يسوع بنفسه أوضح ذلك بكل وضوح أن الرقاد هو بالنسبة للجسد فقط – وكلمة رقاد تقال عن أجساد المؤمنين – وذلك بصفة وقتية – لقد قال له المجد للمؤمنين "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها ..." (مت 10: 28) لأن النفس إما أن تذهب للفردوس وذلك بالنسبة للأبرار. وإما أن تذهب لهاوية العذاب وذلك بالنسبة للأشرار وهذا شيء واضح جداً في كلمة اله ولكن الأشياء الواضحة في كلمة الله يتحاشونها مثل قصة الغنى ولعازر (لوقا 16) والسبب أنها تكذّب ادعاءاتهم برقاد النفس في هذه يذكر لنا الرب أن الغني مات ودفن (جسده) لكنه لم يرقد أو ينم ففي لحظة دفن الجسد كان مستيقظاً بروحه في هاوية العذاب: كان يشعر بالآلام وينادي ويترجّى إبراهيم أن يرسل لعازر لأخوته. إذ له خمسة أخوة على الأرض في الإمكان أم يكرز لهم حتى لا يذهبوا إلى موضع العذاب. نعم كان في إمكانه بروحه أن يسمع وفي إمكانه أن يتذكر (لوقا 16: 23 – 25) لقد كان في تمام اليقظة وكان لعازر يتعزّى وهو يتعذّب !يقولون أن القصة رمز وإذا تمشينا معهم ألا تدل الرموز على حقائق ويجب أن تتجاوب الحقيقة مع الرمز وإلا كان ذلك نقصاً في لوحي وحاشا أن ننسب النقص إلى ذاك الذي هو منزّه عن الكذب (تي 1: 2) (راجع الفصل السادس). ومن الأقوال الواضحة قول الرب له المجد عن الله "ليس هو غله أموات بل إله أحياء لأن الجميع عنده أحياء" (لوقا 20: 38) وقوله للص المعلّق على الصليب بجواره "الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس" لوقا 23: 43 وظهور موسى وإيليا على جبل التجلي "اللذان ظهرا بمجد وتكلما معه عن خروجه ..." (لوقا 9: 30، 31) ورغبة بولس أن ينطلق ليكون مع المسيح" (فيلبي 1: 23).
(5) بدعة "ملاشاة الأشرار" ولا يوجد شيء مثل ذلك في كلمة الله. إذ أن كلمة الله تشهد "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3: 36) وكلمة "يمكث" أي يبقى ويستمر. إن الله بطيء الغضب ولا يسر بإجراء الدينونة – لأن الدينونة هي "عمله الغريب" (أش 28: 21) إنه يجرى الدينونة بعد أن يتأنى طويلاً ويجريها لأجل اعتبارات برّه (عدله) لأن قداسته تتطلب دينونة الشر ولكنه يسر أن يعلن محبته.
وقد رأينا محبته مضيئة قوية في الصليب (يوحنا 3: 16) لكن قداسته لا تتساهل مع الشر لذلك فهو "لم يشفق على ابنه لأنه كان حاملاً لخطايانا ..." (رومية 8: 32).
أنها دعوى باطلة وخبيثة أن يتحدث أحد عن الله كمن هو من كثرة الرحمة بحيث لا يبعث أحداً إلى جهنم. أن الرب يسوع يقول عن الأشرار "لأن دورهم لا يموت والنار لا تطفأ" (مرقس 9: 44) وكلمة "دودهم" تعني ضمائرهم التي ستظل مستيقظة إلى الأبد. أما النار التي لا تطفأ فنحن لا نعرف نوعيتها ولكنها على أية حال هي عذاب أبدي ولا يمكن أن تعني ملاشاة كما هو مكتوب "ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين ولا تكون راحة نهاراً وليلاً" (رؤيا 14: 11). نعم لن يفلت من العقاب شخص واحد وأولهم المروجون للأفكار الخبيثة.
(6) المطالبة بحفظ الناموس إذ يقولون "بدون حفظ الناموس لا يستفيد الإنسان شيئاً" {كتاب مصير العالم صفحة 195} وفي ذلك أحياء للضلالة التي ظهرت أيام الرسل ومفادها "وضع الأمم تحت الناموس" وقد فصل في هذه الضلالة في مجمع أورشليم (أعمال ص 15). لكنهم بذلك يقعون تحت لعنة الناموس الذي يعلن كل الذين يلجأون إليه للتبرير رافضين برّ الله كما قال الرسول "قد تبطلّتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس ..." (غلاطية 5: 4) ... "لأنه إن كان بالناموس سرّ فالمسيح إذاً مات بلا سبب" (غلاطية 2: 29) الناموس لا يكتفي بطاعة جزئية. يطالب بحفظ الكل ولم يوجد إنسان استطاع أن يحفظ الناموس. لذا الذين يضعون أنفسهم تحت الناموس هم تحت لعنته.
(7) بدعة حفظ الشبت: ليس المقصود منها حفظ الناموس فقط لكن الشيطان يقصد من ذلك ما هو أكثر خطورة – في المسيحية لا يوجد حفظ أيام وأوقات وسنين كما قال الرسول للغلاطيين "أتحفظون أياماً وشهوراً وأوقات وسنين. أخاف عليكم أن أكون قد تعبت فيكم عبثاً". والمسيحيون لا يحفظون الأحد ناموسياً ولم يستبدلوا السبت بالأحد كما يدعون. ولكنهم يمارسون عشاء الرب يوم الأحد أي اليوم الأول من الأسبوع كما ترتب منذ أيام الرسل {أعمال 20: 7} إذ القصد الإلهي أن يذكر المؤمنون موت الرب وقيامته ومجيئه لأن المسيح قام من بين الأموات يوم الأحد. فكأن السبتيين لا يذكرون المسيح مقاماً من الأموات ولكنهم يذكرونه مدفوناً في القبر في يوم السبت "وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم" (1كو 15: 17) – يريد الشيطان أن يمحو من ذاكرة المؤمنين هذا الشيء العظيم "قيامة المسيح من الأموات" – هذا الحق الثمين الذي هو سبب بركة وتعزية للمؤمنين في كل العصور. إن آخر رسالة كتبها بولس وفيها يشدّد تيموثاوس لاحتمال المشقات يقول له "فاشترك في احتمال المشقات ... أُذكر يسوع المسيح المقام من الأموات (يوم الأحد وليس يوم السبت) من نسل داود بحب إنجيلي الذي فيه احتمل المشقات ..." (2 تي 2: 3- 9) فتيموثاوس يتقوى بالنعمة وأيضاً يذكر ربنا يسوع المقام من الأموات والآن حي إلى أبد الآبدين. إنه يذكّر تيموثاوس بما كان سبب تشجيع له هو شخصياً.
(
بدعة تلقي إعلانات من الله ورؤى وأحلام كما ادعت "مسز هوايت" وكما ادعى "حيرام ادسون" الذي اخترع مسألة الكفارة التي تمت سنة 1844. ومن يدعي ذلك كأنه يضيف وحياً جديداً على كلمة الله وبذلك يقعون تحت الإنذار الإلهي "إن كان أحد يزيد على أقوال نبوة هذا الكتاب" (رؤيا 22: 18) أما سبب هذه الضلالات فإن الناس لا يفتشون الكتب المقدسة ولا حتى يقرأونها (مرقس 12: 24، 27؛ يوحنا 5: 39؛ أعمال 17: 11) مما أعطى الشيطان مجالاً لكي يصول ويجول نافثاً سمومه.
هذا ما قد وصل إلى علمي من ضلالاتهم، وكلها ضلالات مهلكة. ولا يمكن أن نعتبرها سوء تفسير لكلمة الله لأن كلمة الله واضحة، بل نعتبرها ضلالات أوحى بها الشيطان لأجل هلاك النفوس وأرجو أن يكون هذا الكتاب تنبيهاً للمساكين المخدوعين بينهم.
وإني أرى أن هؤلاء السبتيين أشد خطورة من "شهود يهوه" يجاهرون بمعتقداتهم المضللة ولا يخفونها. أما السبتيين الأدفنتست فإنهم يخفونها، إلا إذا سئلوا عنها، ويحاولون تلطيفها ولكنها مسجلة في كتبهم، كما أوضحنا المصادر التي أخذنا عنها معتقداتهم. وإخفاء هذه السموم يجعلها أشد ضراوة من إظهارها. هم في ذلك مثل بعض أنواع الحيّات السامّة التي تخفي نفسها في الرمل ثم تنقضّ على الفريسة الغافلة. هذا النوع من الحيات موجود في صحراء مصر الشرقية الجنوبية (يدعى الطريشة) تخفي نفسها في الرمل ولا يظهر إلا قرناها تنشبهما في الفريسة التعيسة وتنفث سمّها في العضو الذي تتعلق به ولا برء منها إطلاقاً.
ومن الأمور المحزنة التي تكسر قلوب المؤمنين، إن كثيرين خصوصاً من زنوج إفريقيا قد ارتموا في أحضانهم، نظراً لفقر هؤلاء المساكين إذ يجدون مساعدات مادية من السبتيين وكذلك مساعدات اجتماعية في المدارس والعلاج الطبي، فكانت هذه المساعدات فخاً منصوباً لهم. لقد هرب هؤلاء المساكين من الوثنية الإفريقية التي عاشوا فيها قروناً طويلة ولكنهم وقعوا في قبضتهم التي هي قبضة الشيطان. مثلهم مثل الشخص الذي قال عنه عاموس النبي "كما إذا هرب إنسان من أمام الأسد فصادفه الدبّ أو دخل البيت ووضع يده على الحائط فلدغته الحيّة" (عاموس 5: 19).
وإني أهيب بجميع المسيحيين، أولاد الله، ولا سيما الذين لهم مركز المسئولية مثل رعاة الكنائس في جميع الطوائف أن لا يقفوا موقف المتفرج أي الوقوف على الحياد إزاء هذا الشر الذي يمس بصفة أساسية مجد الرب يسوع المسيح يجب أن يحذّروا. في هذا الأمر لا يوجد حياد. يجب أن نقف بجوار الرب، متذكرين قوله الكريم "من ليس معي فهو علىّ" (متى12: 30) يجب على كل الكارزين باسم الرب أن ينبهوا الغافلين أي المخدوعين بينهم قائلين لكل واحد ممن خدعوا بضلالاتهم "أهرب لحياتك" (تكوين 19: 17).[/size][/color]