بولس الرسول
ـــــــــــــــــــــــــــ
ولد القديس بولس ( وكان يسمي شاول وهذا هو اسمه العبراني ) في مدينة طرسوس بولاية كيليكية ( اع 9: 13 ) وكانت تتمتع بالامتيازات الرومانية , وكانت فيها مدرسة اعتبرت الثالثة في الأهمية والشهرة , بعد مدرستي أثينا والإسكندرية , وهي الآن مدينة تركية وتحتفظ باسمها طرسوس , علي أن بولس كسائر أولاد اليهود تعلم حرفة , فقد كان المبدأ السائد عند اليهود ( أن من لم يعلم ابنه حرفه فقد علمه السرقة ) وكانت حرفة بولس التي تعلمها هي صنع الخيام ( اع 18 :3 )لذلك قال بولس في خطابه لليهود في أورشليم” أنا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكية و لكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الأبوي و كنت غيورا لله كما انتم جميعكم اليوم ” ( اع 22 :3 ) فبولس ولد في طرسوس , ولكنه نشأ وتربي في أورشليم بدليل قوله ” فسيرتي منذ حداثتي التي من البداءة كانت بين أمتي في أورشليم يعرفها جميع اليهود , عالمين بي من الأول أن أرادوا أن يشهدوا أنى حسب مذهب عبادتنا الأضيق عشت فريسيا ” ( اع 26 : 4 ,5 )وهو بطبيعة ميلاده في مقاطعة كيليكية كان يتمتع بالامتيازات والرعوية الرومانية , ولذلك وصف نفسه بأنه روماني ( اع 22 : 25 – 29 )
كان بولس أيضا يعتز بأنه عبراني من العبرانيين ( يهودي ) وانه من سبط بنيامين , وانه يتبع اكثر المذاهب اليهودية تشددا , وتمسكا بأحكام الشريعة وهو المذهب الفريسي , وانه تعلم الشريعة علي يدي غمالائيل وهو من كبار العلماء في الشريعة واحد أعضاء اعلي سلطة دينية عند اليهود وهو مجمع السنهدريم , وانه تربي تحت قدميه . ويقول القديس بولس في رسالته إلى كنيسة فيلبي” من جهة الختان مختون في اليوم الثامن من جنس إسرائيل من سبط بنيامين عبراني من العبرانيين من جهة الناموس فريسي, من جهة الغيرة مضطهد الكنيسة من جهة البر الذي في الناموس بلا لوم ” ( في 3: 5-6 )
شاول ( بولس ) مضطهد الكنيسة :
وبلغ الامر بشاول ( بولس ) وهو هذا اليهودي المتعصب والمتشدد والذي يتبع اكثر المذاهب اليهودية تشددا , وهو المذهب الفريسي , انه حارب المسيحية الناشئة بحرارة وضراوة وقسوة باعتبارها في نظره انحرافا وضلالة , لذلك أوقف جهوده علي مقاومة المسيحية واضطهاد اتباعها وقتلهم وتشريدهم , متعاونا مع كهنة اليهود ورؤسائهم في محاولة القضاء علي هذا الضلال عن دين إبراهيم وموسى وداود كما كان يراه مع سائر القيادات اليهودية.
قيل عنه في سفر الأعمال ” و أما شاول فكان يسطو على الكنيسة و هو يدخل البيوت و يجر رجالا و نساء و يسلمهم إلى السجن” ( اع 8 : 3 ) وقال عنه سفر الأعمال عند استشهاد القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة ” وكان شاول موافقا علي قتله “( اع 8 : 1 ) ويتابع سفر الأعمال نشاط شاول العدائي للكنيسة المسيحية فيقول :” أما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا و قتلا على تلاميذ الرب فتقدم إلي رئيس الكهنة, و طلب منه رسائل إلى دمشق إلى الجماعات حتى إذا وجد أناسا من الطريق ( المؤمنين بالمسيح ) رجالا أو نساء يسوقهم موثقين إلى أورشليم” ( اع 9 :1-2 )
وقد اعترف بولس بعد أن صار مسيحيا بما كان يعمله من شرور واضطهاد للمسيحيين فقال في خطابه لليهود في اورشليم:” و كنت غيورا لله كما انتم جميعكم اليوم, و اضطهدت هذا الطريق حتى الموت مقيدا و مسلما الى السجون رجالا و نساء, كما يشهد لي أيضا رئيس الكهنة و جميع المشيخة الذين إذ أخذت أيضا منهم رسائل للاخوة إلى دمشق ذهبت لآتي بالذين هناك إلى أورشليم مقيدين لكي يعاقبوا” ( اع 22 : 3-5 ) وقال أيضا :: ” فأنا ارتأيت في نفسي انه ينبغي أن اصنع أمورا كثيرة مضادة لاسم يسوع الناصري , و فعلت ذلك أيضا في أورشليم , فحبست في سجون كثيرين من القديسين آخذا السلطان من قبل رؤساء الكهنة , و لما كانوا يقتلون ألقيت قرعة بذلك, و في كل المجامع كنت أعاقبهم مرارا كثيرة و اضطرهم إلى التجديف , و إذ افرط حنقي عليهم كنت اطردهم إلى المدن التي في الخارج” ( اع26 : 9-11 )
ويقول أيضا :
” لاني اصغر الرسل أنا الذي لست أهلا لان ادعى رسولا لاني اضطهدت كنيسة الله ” ( اكو 15:9 )