[b][size=24]قيامة الرب تجديد للعهد وتجديد للحياة
قيامة المسيح من القبر من أعظم أحداث وأعياد الكنيسة فقد انتصر الرب على كل أعدائه المنظورين وغير المنظورين وجعل لنا رجاء عظيما بأن نقوم جميعا من الموت على هيئة جسده المقام من بين الأموات .
الصلب والقيامة بهما تم قلب العديد من المفاهيم السائدة بين الناس فمفهوم الصليب سابقا كان رمزا للعار واللعنة وقد أصبح بصليب الرب رمزا للفخر والفرح والبركة والنصرة على قوى الشر غير المنظورة فحين نرسم علامة الصليب على وجوهنا وأجسادنا تكون حركة كافية لدرء أي عدوان شيطاني يثور علينا .
كما تحول مفهم الموت بعد قيامة المسيح من فناء مبرم على البشرية إلى انتقال من هذا العالم نحو الأبدية لدرجة أن الشهداء تسابقوا ليموتوا ويلتحقوا بسيدهم الرب يسوع ونحو المنازل التي راح يعدها لهم .
كما تحولت الآلام التي قاساها الرب خلال فترة الآلام شفاء لآلامنا وشفاء لنا وأصبح كل مسيحي يتألم يقاسي الألم بلا تذمر فهو يتذكر آلام الرب ويشكر الله الذي أعطاه نعمة الألم ليشارك المسيح ولو بجزء من آلامه .
بجروح المسيح تم شفاء جروحنا العادمة الشفاء والتي يسببها لنا عدو الخير .
بموت المسيح تمرمر الجحيم ( مثوى الأموات ) عندما فتح فاه ليبتلع الذي أسلم الروح على الصليب مثله مثل باقي الأموات لكنه تراجع وارتعد بوابوه لمشاهدتهم النازل إليهم وهو الأله الذي يعرفونه جيدا .
هبط المسيح نحو مثوى الأموات لإخراج رجال ونساء ماتوا من زمان بعيد وهم على الأيمان بأن الخلاص قادم لا محالة منهم آدم وحواء والأنبياء حيث أقامهم معه مكافأة لهم على موتهم بالإيمان بالخلاص على يديه وأصعدهم معه نحو الملكوت السماوي بعد ظهورهم لكثير من الناس في المدينة المقدسة .
قام المسيح واقفا بين البشرية كلها وبين غضب الله فعلى الصليب أوفى الحق الإلهي حقه الكامل وصار الغفران سهلا ومجانيا لكل من يؤمن
قام المسيح فتمرمر الشيطان أسى وحزنا لأن مملكة الشيطان قد خربت ودُمرت .
قام المسيح فتحول فرح المؤمنين إلى فرح مقدس بعد أن اغتسلوا بدمه الذي سفكه على الصليب .
قام المسيح وصار وسيطا وحيدا بين الله والناس بذبيحة نفسه وصار رئيس الكهنة الأعظم في السماء وانبثق منه كهنوت العهد الجيد على رتبة ملكيصادق .
بالصليب والقيامة أنعم الله علينا بالعيش معه وتلذذ القديسون بالعشرة مع الله لا يهمهم ماذا يأكلون أو يشربون أو يلبسون المهم أن الله يرضى عنهم بعد المصالحة بين السماء والأرض .
أيها المؤمنون
لنستغل حدث القيامة العظيم لخلاص نفوسنا لنطلب من الله الرحمة والحنان فمجاري الرحمة والغفران تتدفق جارفة كل اوساخ الخطيئة معها وتمنح التجديد للتمام .
لا نترك هذه الفرصة الذهبية لطلب التنقية والغفران والوعد بالعيش مع الرب حتى آخر نسمة حياة .
وفي النهاية أصلي للرب القائم من الموت أن يغمر نور القيامة القلوب ويمتع الجميع بغفران الذنوب ويرحم الراقدين برحمته الواسعة وأن يعيش العالم أمنا وسلاما من لدنه تعالى وتبارك اسمه .
وكل عام وأنتم بخير[/size][/b]