الحب الروحى فى نشيد الاناشيد
قد صوب النقاد سهام طعنهم إلى هذا السفر و عابوا على لغته و أنكروا علية ما جاء فيه من ذكر أعضاء جسم المرآة و قالوا ما هذا إلا لغة عاشق ولهان بحب امرأة كسليمات الذي كان يخاطب حبيبته بهذا النشيد.
أتمشى
مبدئيا مع المنتقد و اسلم معه بأن سليمان في نشيده كان واضعا أمام عينية و
قلبة محبوبتة التي ملكت علية قلبة و مشاعره فكان غزله المثل الأعلى للحب و
لغته . وأصبح صالحاً للتعبير عن
محبة الله للنفس البشرية .
ألا ترى الممثلين والممثلات لا يتقن أحدهما تمثيل دور محزن بقدر مل يتقن
قلب ممثل انصدع بكوارث الدهر ، كما انه لا يبارى الممثل في تمثيل دور هيام
و غرام إذا أكتوي قلبة سابقاً بناره.
وإذا
أرد الله أن يعلن محبته للعالم ضرب لها الأمثال الكثيرة و استخدم لغة
الناس و حبهم السامي للتعبير عن أسمي ما يمكنه قلبة الإلهي نحو بنى البشر.آلا ترى الكتب المقدسة كيف أن الله استخدم ظروف الأنبياء و
بأحوالهم وآلامهم و اختباراتهم و طرق تفكيرهم للتعبير عن أرادته والأبناء بما سيكون .فتجربة
إبراهيم بذبح اسحق استخدمت رمزاً آو تمثيلاً لموت ابنة الحبيب يسوع ، وحسد
قايين و ذبحة لهابيل صورة و رمزا ً لحسد كهنة اليهود للمسيح وصلبة،والأم
داود وعاره وأحزان ارميا ً و ظروف جميع الأنبياء التي نطقوا عنها بأقوال
وان عبرت عن الأمهم و أحوالهم آلا أنها في نفس الوقت استخدمت كصورة مصغرة
لألام المسيح.
و
هذا يدل على سلطان الله المطلق على جميع الناس و ظروفهم يستخدمها لأعلان
قصدة الإلهي كالموسيقى الذي يستخدم أصوات الأوتار المختلفة لتوقيع قطعة
شجية ؛ هكذا
استخدم الله حب سليمان الحكيم لإظهار كامن الحب في قلبة الإلهي من نحو البشر .
وإذا كان الله محبة و المحبة هي الله . بل هي الوجود والبقاء لأنها هي التي لها ناموس الجاذبية و الالتصاق التي لولاها لما بقى العالم لحظة واحدة . فكيف يعيبون على هذا السفر لغة الحب التي كتبت لها . وإذا كانت المحبة هي الصفة الرئيسية في الله إذا يجب أن يكون سفر نشيد الأناشيد السفر الرئيسي في كتاب الله ؛ لأنة سفر الحب ولغة
الحب الموضوع من أناء الحب الألهى.
ومن
قال للناس آن الحب ذكره قبيح ، أليس لان الناس وضعوا الحب في غير موضعة
أطلقوه على غير ما وضع له فدعوا الشهوة و الفساد و الفجور باسم الحب و
اصبح الخائن الغادر يخفى خيانته و غدره لفتاة أو سيدة تحت ستار الحب
وألفاظ الحب التي يخدعها ثم يتركها جريحة مداسه .
و الحقيقة أن الحب في ذاته جليل و سام و لكن إطلاقه على الفجور والشهوات هو الذي جعل الناس يرون في ذكره و لغته في كتاب الله نقيصة .
نعيب زماننا و العيب فينا ………… و ما لزماننا عيب سوانا
فالبشر واعمالهم وسلوكهم العيب في جبين الحب .
أما كون الناس يعيبون على السفر ما جاء فيه من ذكر أعضاء جسم المرآة فهذا
من قبيل اعابتهم على هذا السفر لغة الحب لأنة إذا كان الله قد خلق وسوى
هذه الأعضاء و جعل لها كرامة افضل ومجدا فينا فكيف يستحي من ذكرها وإذا كان قد خلقها في الجنة و تركها مكشوفة فكيف لا يذكرها في كتابة أيضا ؟
أن
العيب ليس في الأعضاء ولا في ذكرها و لكن العيب في أفكار الناس و
استخدامهم لهذه الأعضاء استخداما فاسدا فإذا ما خجلوا فأنهم يخجلون من
أعمالهم فلقد كان أدم و حواء في الجنة عريانين و هما لا يخجلان و لكن بعد
أن سقطاَ في المخالفة و خجلت ضمائرهم من الخطية أحسا في الحال بالخجل من
عورتهم فأخذا من ورق التين وخاطا لأنفسهما مازر.
الأثرى الأطفال ذكورا وإناثا إذا
خلعوا ملابسهم لا يشعرون بخجل من عورتهم حتى يدخلوا في سن يحسون معها بقوة
الغريزة الجنسية فيخجلون من بعضهم و يطلبون الاستنارة ، فمن الذي غير
نظرتهم الجديدة0 آذن يكون سفر النشيد هو السفر الذي يعلمنا كيف نقدس لغة
الحب و كيف ننظرٌ إلى أعضاء الجسم نظرة تقديس و إجلال لان من يرد ذكرة على
افواة الملوك و العظماء ؛ ليس المحتقر الممتهن بل العظيم المعتبر .
هكذا أعضاء جسمنا فضلا عن كون الله خالقها فهو يتحدث عنها و بها فالتعرف من اليوم قيمتها و نحفظ لها كرامتها.
_________________
حبيب القلب الطيب