الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة. كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه عب 1: 1
نعم في آخر أيام الأنبياء أو في آخر
تدبير الناموس، كلمنا الله "في ابنه". عبارة ما أسماها ـ فالكلام في ابنه
ـ معناه لا كلام بعده. وهل بعد أن تكلم "الابن الوحيد الذي هو في حضن
الآب" هل بعده كلام؟ وما معنى "في حضن الآب؟". معناه بكل بساطة أنه الوحيد
الذي له فكر الآب. فقد أعلن لمعلم الناموس (نيقوديموس) قائلاً "الحق الحق
أقول لك إننا إنما نتكلم بما نعلم، ونشهد بما رأينا". فإن كلامه وشهادته
يتسمان بالسرمدية. إن كان هو الخالق فللخليقة بداية "في البدء تك 1: 1
وإن كان "صانعاً" فذلك كان "منذ أوائل الأرض" (أمCool، أما ما يعلمه وما رآه
فذلك سرمدي. وفي كلامه مع نيقوديموس أظهر معلم إسرائيل جهله بالأرضيات مع
أنها كانت من دائرة "المُعلنات". ألم يتكلم حزقيال عن مستلزمات الملكوت
الألفي حيث يقول الرب "وأرش عليكم ماءً طاهراً فتُطَهرون من كل نجاساتكم".
ثم يقول الرب لنيقوديموس "إن كنت قلت لكم الأرضيات ولستم تؤمنون" أي إن
كنت قلت لكم "مُعلنات موسى" تث 29: 29
"ولستم تؤمنون، فكيف تؤمنون إن قلت لكم السماويات؟" ومَنْ ذا يستطيع أن
يتحدث عن السماويات؟ الجواب "وليس أحد صعد إلى السماء (ليعرف السماويات)
إلا الذي نزل من السماء (حيث يسكن)، ابن الإنسان الذي هو في السماء".
ولماذا نزل وهو ساكن الأبد؟ نزل متجسداً لكي يُرفع على الصليب "كما رفع
موسى الحية في البرية" رمزاً له، ليس فقط "لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل
تكون له الحياة الأبدية" "لأنه هكذا (بهذا المقدار) أحب الله العالم حتى
بذل (أعطى عطيته التي لا يُعبَّر عنها)". هنا يُرفع الستار لنرى بعضاً مما
كلمنا به الله "في ابنه" ـ هنا نسمع نبضات محبة الله، فقد أعلن الابن ما
لم يكن التدبير القديم يقوى على احتماله "لأنه هكذا أحب الله العالم".
إن الناموس أقام سياجاً يمنع اختلاط الإسرائيلي
بالعالم، ولم يكن ممكناً أن يُنقض "حائط السياج المتوسط" إلا بموت الرب
يسوع، لكن هل خطر ببال أحد القديسين قديماً أن يصلي إلى الله لكي يرسل
ابنه لكي يموت عن ذنب البشر؟ إن الله فعل هذا من تلقاء نفسه "في هذا هي
المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة
لخطايانا" 1يو 4: 10
_________________
حبيب القلب الطيب