كانت
بيرندا شابة فى مقتبل العمر ، وقد دعيت لتذهب الى تسلق للجبال . ومع أنها
كانت خائفة حتى الموت ، فقد ذهبت مع شلة أصدقائها الى منحدر جرانيتى ضخم
.وبالرغم من هلعها ، ارتدت ملابس التسلق ، زامسكت بالحبل ، زابتدأت تتسلق
ذلك الجبل . حسنا ، اتجهت هى الى افريز فى الصخور كى ما تلتقط انفاسها .
وبينما هى معلقة فوق الإفريز ، صدم حبل الأمان عينى بيرندا موقعا عدساتها
اللاصقة منهما . فى هذا الوقت كانت بيرندا تقف على الإقريز الصخرى ، واسفل
منها مئات من الأقدام وفوقها مئات أخرى من الأقدام . وبالطبع بحثت مراراً
وتكراراً وأعادت البحث وهى تأمل أن تكون العدسة قد سقطت على الإفريز ،
ولكنها لم تعثر عليها . وهى الآن بعيدة تماما عن منزلها ، صار نظرها غير
واضح . قصارت فى حالة يأس شديد وبدأت ترتبك ، لذلك صلت للرب أن يعينها كى
ما تجد العدسة . وعندما وصلت للقمة ، فحصت صديقة لها عينيها وملابسها
بحثاً عن العدسة ، ولكنها لم تجدها . وهى تجلس قانطة ، مع باقى المجموعة ،
فى انتظار الباقين الذين يتسلقون الجبل . نظرت بيرندا الى الجبال الممتدة
سلسلة وراء الأخرى ، وهى تتفكر فى الآية الواردة قى اخبار الأيام الثانية
16 : 9 " لان عيني الرب تجولان في كل الارض ........" وتفكرت قائلة يارب
أنت تستطبع أن ترى كل هذه الجبال . وأنت تعرف كل حجر وكل ورقة شجر ، وتعرف
أين عدستى اللاصقة بالضبط .من فضلك ساعدنى . أخيراً ، نزلت المجموعة عبر
الممر الى أسفل الجبل . حيث كانت هناك مجموعة أخرى من المتسلقين تستعد
لتسلقه . وهنا صرخ احدهم بصوت عال " هاى أيها الرجال ! هل هناك أحد منكم
قد فقد عدسة لاصقة ؟ " نعم هذا قد يكون شيئا مرعبا ، ولكن هل تعلم لماذا
رأى ذلك المتسلق العدسة ؟ . قد كانت هناك نملة تحملها وتسير متباطئة بها
عبر واجهة الجبل . ذكرت بيرندا أن والدها رسام رسوم متحركة ، وعندما قصت
عليه قصة النملة التى لا تصدق ، والصلاة وكيف وجدت العدسة اللاصفة ، رسم
لوحة بها نملة تحمل العدسة اللاصقة تحتها هذه الكلمات ،" يارب ، أننى لست
أعرف لماذا تريد منى أن أحمل هذا الشئ . فأنا لا استطيع أن أكله ، وهو
ثقيل الى حد مرعب . ولكن مادامت هذه هى إرادتك ، سأحمله لأجلك !!!." وأنا
اعتقد أنه من الجيد للبعض منا أن يقول أحيانا " يالله ، أنا لست أعرف
لماذا تريدنى أن أحمل ذلك الثقل . فأنا لا أرى فيه خيراً وهو ثقيل الى حد
مرعب ، ولكن مادامت هذه هى مشيئتك ، فسأفعل لأجلك . " الله لا يدعو
المؤهلين ، ولكنه يؤهل المدعوين . هذه قصة حقيقة
_________________
حبيب القلب الطيب