[font= Andalus][size=24]الفصل الأول / مبدأ الحياة
مبدأ الحياة هو هدف أو تطلع عام يصبح هو الأساس والمحرك لقرارتي. مثلاً"إعمل الخير واجتنب الشر". فإذا كان هذا من مباديء حياتي، فسوف أختار الخير واترك الشر. وخير مثال لنا في اختيار مبدأ لحياتن هو شخص الرب يسوع الذي رفض اللذة والسلطة وحب الامتلاك والكبرياء ورفض الكراهية والبغض بكل انواعه ليعلمنا أن لا بد أن يكون مبدأ حياتنا أن يكون هو الحب والاهتمام بالحياة الروحية والاهتمام بالايجابيات السلوكية التى في داخلنا .لكل منا قدرة على العيش الحر واتخاذ القرارات ، واعتناق القيم والمبادىء وسالسب المتنوعة للحياةولكن هل نحن بالفعل لدينا القدرة على تنفيذ قراراتنا بحزم واصرار أم نتراجع عنها.
هيرودس كانت اللذة مبدأ حياته، فكان يعيش وكأن اللذة تتحكم في وجوده، وكذلك حبّ السلطة فهو خاف على مركزه المرموق لذا أسلم يسوع لليهود ليصلبوه رغم علمه أن يسوع برىء فطموحه السياسي ووضعه الاجتماعي هو الذي تحكم فيه.فلندخل إذاً إلى قدس أقداسنا، ولنتساءل:"ما الذي نريده حقًا من الحياة؟" " ما الذي يسعدنا في عمق وجودنا؟"..
في قصة العشاء السري يُظهر السيد المسيح مبدأ حياته للرسل ولكل الناس بطريقة واضحة ، موضحاً بذلك شروط أن نكون له تلاميذ، فبعد أن كسر الخبز وقدم لهم الكأس، وقع بينهم جدال في من هو الأظم فيهم(لو22/24)كانوا يتنافسون بالانانية لا بالحب ، لذا وجد المسيح نفسه في آخر ساعت حياته أن يحاول للمرة الأخيرة أن يشرح محور رسالته، فغسل أرجلهم. وغسل أرجل الضيوف في التقليد اليهودي، رمز لتشرف المضيف بحضور ضيوفه. أراد يسوع أن يعلم التلاميذ الاتضاع وان ينحنوا ليغسلوا أرجل بعض ويحبوا بعضهم بعض، فهذا هو ملكوت الله أ، نعيش في علاقة حميمة مع الله ومع الأخرين. فلن أقدر أن أصل إلى السموات إلا من خلال الآخر. أراد يسوع أن يشدد أن مملكته هي مملكة الحب، ولا مجال فيها للمنافسة والتسلط واللذة، فالشرط الوحيد لدخول الملكوت إنما هو اعتناق الحب كمبدأ حياة. وهناك علامة واحدة تشير إلى هويَّة المسيحي:"إذا أحبَّ بعضكم بعضًا عرف الناس جميعًا أنّكم تلاميذي"يو13/5
فالسلطة الوحيدة التي في ملكوت يسوع هي سلطة الحب. فهل نؤمن حقًا أن يسوع دعانا إلى أن نأخذا حلبّ مبدأً في حياتنا؟هل تفهم حقًا أن هذا الالتزام هو الطريق الوحيد إلى السعادة الحقيقية؟
الفصل الثاني / أزمة الحب المعاصرة
إنًّ الأزمة الكبرى التى تواجه المجتمع المعاصر هي اشباع الرغبات الشخصية والابتعاد عن روح المحبة والمودة والاحترام ، فالناس تظن أن تحقيق الذات واكتمالها هو في تحقيق الرغبات الشخصية ، فالجمجتمع الآن أصبح رافضًا للحب كمبدا للحياة وسبي إلى تحقيق معنى لها، فما أكثر الكتب التى تصدر اليوم التي تنادي بضرورة اعتناق السبل التي تشبع لذة الإنسان وتلبي كل رغباته في الحياة.فتقدم هذه الكتب كل التعليمات عن طرق الاهتمام بالشخص الأهم(أنا، أنا، أنا!)فتعطي المجد للفضائل الأنانية، ونوكون أحبتء أنفسنا الآن وإلى الأبد.
في اعتقادي أن هذا خطأ، وأن العكس في الحقيقة هو الصحيح. فما من علاقة تُبنى وما من أمان يشعر به الإنسان، ومن خلاله ينمو، إلاّ إذا عرف كيف يكون أمينًا لوعد قطعه على ذاته، وحبّ ألزم به نفسه. القضية في أساسها والمشكلة في عمقها تتلخص بالآتي: هل إن تحقيق ذواتنا يأتي من خلال عيشنا أكبر عدد مكن من الخبرات؟ وهل صحيح أنَّ نمو الإنسان متوقف على عدد الخبرات التي يعيشها؟ أم العكس هو الصحيح؟لا بد أن نعلم جيدًا أن عيش الخبرات كلها هو مثل زيت يخلط بماء، فهما لن ينسجما. والنتيجة هي ارتباك للشخص البشريّ، وتفتيت وانحلال له، فإذا أردنا أن نبحث عمّا في الحياة من معنى علينا ان نبحث عن القيم والمباديء الهامة التي تساعدنا في نمونا الإنساني والشخصي.فمن أراد أن ينمو حقًا ويجد مبدأ لحياته ، فعليه أن يتخلى عن بعض الخبرات، كي يتاح له أن يعمَّق اختباره للقيم التي هي قادرة أن تحقق له ما يصبو إليه.
عندما نحب ونلتزم بالحب الغير المشروط، فبعد ذلك لا يمكننا أن نلتفت إلى الوراء، ولكن للأسف الذين يسلكون في هذا الطريق قليلون.
أن أهب ذاتي في الحب، فذلك يخلق لديَّ شعورًا بالفرح لأنني جعلت حياتي تثمر ثمراً مهمًا. ويمكنني أن أعيش
الفصل الثالث / معنى الحب
من المهم ان يواكب الحب بعض الشعور، لكن الحب نفسه ليس شعور، والذين يعتبرونه شعور يعيشون في حال من التقلب المستمر. الحب قرار والتزام ؛ لذا عليّ ان اقرر بكل تأن إلى من وعلى أي مستوى من الالتزام أود أن اقدم حبي. عندما اتخذ هذا القرار والقى التجاوب الذي اتمنى، اصبح بملء حريتي ملتزماً بسعادة من احب وسلامته وارتياحه. ويصبح من واجبي ان اعمل بكل قواي على مساعدة هذا الشخص كي يحقق ما يراوده من احلام نبيلة.هذا هو الالتزام في الحب.
وعندما اسأل نفسي عن دور الحب في حياتي علي ان اسأل بالتالي هل في حياتي شخص يهمني امر سعادته ونموه، اقله كما يهمني امر سعادتي انا ونموي. فإذا اجبت بالايجاب عرفت انذاك ان الحب دخل حياتي. الالتزام بالحب يحتم عليّ الكثير من الاصغاء بكل اهتمام.
الحب الحقيقي هو حب بلا شروط
الحب نوعان: مشروط او غير مشروط.
إما ان اضع شروط لحبي لك او لا افعل. وبقدر مااضع شروط احبس عنك حبي. انا لا اقدم لك هدية بل شيئاً مقابل شيئ. بينما الحب الحقيقي يكون دائماً هدية مجانية. إن ماتعني هدية حبي لك هو: إني اريد ان اشاطرك ماهو خير عندي. إنك لم تفز بسباق ولا برهنت لي انك اهل لذلك.
فالقضية ليست قضية استحقاق لحبي.وانا لا اتوهم ان اياً منا هو أفضل انسان بالدنيا. حتى إني لا افترض اننا افضل الناس تجانساً......القضية هي اني انتقيتك ووهبتك حبي، وانت انتقيتني ووهبتني حبك. هذه هي التربة الوحيدة التي يخصب بها الحب. "انت وانا نود ان نقتحم الحياة معاً". في حبي لك غير المشروط لا أعدك بأن يكون سلوكي دائماً ما أنت تنتظر كما أني لا أعدك بأنني سأكون قوياً على قدر ما تحب .
ولكن أمراً واحداً أؤكده لك : إنني ملتزم حتى النهاية بنموك وسعادتك وسأقبلك دائماً كما أنت وحبي لك لن ينتهي .
وهذا الحب الغير مشروط عاشه السيد المسيح على الأرض، عندما أعطى حبه مجاناً لكل إنسان قابله في حياته،لذلك فلا بد أن نعيش هذا المبدأ في حبّنا فنقبل الآخر بكل عيوبه وضعفاته وسلبياته.
رسالة الحب غير المشروط
هي رسالة تحرير للآخر: باستطاعتك ان تكون ذاتك، وبأستطاعتك ان تعبر بكل ثقة عما به تفكر وتشعر، من دون ان تخشى الحرمان من ذلك الحب. إنك لن تعاقب على صراحتك وانفتاحك. فإن حبي لا يفرض عليك لا ثمن دخول ولا بدل ايجار ولا دفعة على الحساب....وقد يأتي يوم تختلف فيه آرائنا ونحس بمشاعر مقلقة فيما بيننا. وقد يأتي يوم تفصل فيما بيننا مسافات نفسية او جسدية. ولكني عاهدتك الالتزام بك. هذا خط حياتي ولن أحيد عنه أبدا. لذا بإمكانك ان تكون حرًا وتعبر لي عن الايجابي في ردات فعلك والسلبي ايضاً وعن الحار في عواطفك وسواه. أنا لا يمكنني ان استبق ردات فعلي، ولا ان اضمن قوتي، ولكن امرا واحدا اعرفه، وهذا مااريدك انت ان تعرفه: "إنني لن ارذلك ابداً" لقد ألزمت نفسي بنموك وسعادتك، ووعدتك بدوام حبي
الحب الذي يستحق الاسم هو الذي بلا شروط ... إنه رهان الحياة وهو دائماً هدية من القلب ..
ذاك هو نهج الله في حبه لنا والطريقة الوحيدة التي يليق بنا التعامل بها فيما بيننا .
تلك الهدية تقول : أودّ أن أشاطرك الخير الذي فيّ , قد يكون في مكان ما من الدنيا من هو أفضل مني بالنسبة إليك أو أفضل منك بالنسبة إلي .. فليس ذاك بمهم .. المهم إنني قررت أن أقدم إليك هدية "حبي " وقررت أنت أيضاً أن تقدم إلي حبك ..
قرارنا هذا هو التربة الوحيدة التي فيها ينمو الحب .. " سنقتحم الحياة معاً ومعاً ننتصر "
الفصل الرابع / القوى التى تحرك الحب
1ـ اللطف: كأن نقول للآ خر (سأكون إلى جا نبك لأنك مهم في نظري ) 2ـالتشجيع : كأن نقول للآ خر(تأكيد جديد على قدرتك واكتفائك الذاتي) 3ـ التحدي ( الحث على العمل بجد وحزم )
المرحلةالأولى / اللطف
قال أحدهم وفي كلامه الكثير من الحكمة (لا يهتم الإنسان بما تعرف حتى يدرك كم أنت مستعد حقا أن تهتم به)
وهنا أساس الحب 00اهتمام صريح بسعادة الآخر , و تثبيته في قيمته ا لشخصية وكل بناء على غير هذه الأسس هو بناء على الرمل .
(يجب أن أكون على يقين أنك تريد سعا دتي و نموي أنك في الحقيقة [حاضرلي ] وإلا لما أفسحت المجال
أما مك كي تدخل إلى قلبي)0
يجب أن تقتنع أني شخص مهم با لنسبة إليك ولست شيئا يستعمل ،ولا حا لة تدرس أو مشكلة تبحث عن حل 0
لذا فأول ما ُينتظرمن ا لحب أن يكشف عن نقا ط ثلا ثة:
1ـإنك تهمني حقأ وتهمني سعا دتك0 2ـسوف أعمل معك حتى تبلغ أهدا فك وتحقق ذاتك0
3ـإنك شخص با لنسبة لي يتمتع بقيمة فريدة0
المرحلةا لثانية/ التشجيع
إذا رأينا شخصا خجولا نطا لب نحن بحقه ونتتكلم عنه0إذا رأينا شخصأمترددا كنا المقررين 0دون أن نعطيه حقه في الانتصار0 إذا رأينا شخصا يسأل عن جواب كنا المجبيين عنه 00دون أن ندع حقه في الإجابة والتعبير عن ذا ته0
الحق الحق, كما قال بعضهم (أعط الإنسان سمكة فتكفييه طعا ما ليومه , ولكن علمه أن يصطاد ا لسمك فيكتفي من الطعا م كل حيا ته)0
الشخص الخجول و المتردد يقولون (لا أستطيع لا أقدر000لا00لا)
نحن نجيب (سوف نفعل لك كذا 000وكذا0000)
والجواب الصحيح أن نقول له (با ستطا عتك أن تفعل 000أن تقوم بكذا وكذا000)
أنا لا أعرف ما يجب أن تفعل وإن لديك القدرة والذكاء ما يكفي لا تخاذ قرارك0
من حقا ئق الحب العميقة اللتي يصعب علينا فهمها أحيا نا هو أن الحب يحمل لنا الحرية الحب يعطي الإنسا ن أجنحة إحساس با لا ستقلالية والحرية وهو يوفر للإنسان حا جته الأسا سية إلى الإيمان بنقسه والثقة بقدرته على مجا بهة المشاكل ورفع التحديات والشعور بالإنتماء0
المرحلة الثالثة / التحدي
بعد إظها ر العطف (إني إلى جا نبك )، والتشجيع (إن لديك القدرة على النجاح )، على الحب الحقيقي أن يدعو المحبوب إلى الاجتهاد وإلى الارتفاع فوق الخوف، كأن نقول للآخر للمحبوب: (إذا نجحت سوف تراني في الصفوف الاما مية أصفق لك بحما س وإذا فشلت وجدتني إلى جانبك لن أتركك وحيدا فحا ول كل ما لديك من قدرة فبإمكا نك أن تنجح وتنجح 000). لكي يُحبّ الإنسان ويحبً، عليه أولاً أن يتحلى بالشجاعة، شجاعة التأكيد على أن بعض القيم لا يساوم عليها، وشجاعة المخاطرة بكل شىء في سبيل الحفاظ على تلك القيم .
الفصل الخامس/ إله الحب
يسوع هو كلمة حبّ قالها الله ، كان يقول لكل الناس أن لا يتعاملوا مع الله بحرفية الشريعة لأنها خالية من الحبّ، فالله لم يدعو لنخضع له بخوف، بل لنحبّه من كل قلوبنا ونفوسنا وقوتنا وذهننا ونحب قريبنا مثل نفسنا..
لقد نظر يسوع إلى نفسه أنه الراعي الصالح الذي يبحث عن الخراف الضالة، فهو يترك التسعة والتعسون ويبحث عن الخروف الضال. لم يأتي ليسوع لأجل الأصحاء والأغنياء ، بل من أجل المرضى والفقراء والمساكين وهذا يظهر عندما قبل ساكبة الطيب أن تغسل رجليه بدموعها . هذا هو موقف الله من الخاطىء، فهو يريده ويريد خلاصه فهو مات من أجل كل إنسان خاطىء وبصليبه ضم كل إنسان ضعيف ومرذول إلى حضنه ليمنحه حبًا ابديًا. ففي الصليب نجد صورة واقعية للحب الغير المشروط، فحب الله لكل منّا يأتي بمبادرة مجانية وغير مشروطة تماماًا مثل حبه للشعب الإسرائيلي، فحبّه يريد دائمًا أن يرفعنا إلى ملء الحياة، لذلك فعلىَّ أن أتّخذ الحب مبدأ لحياتي
الحب الحقيقي هو المستعد أن يقبل الألم من أجل من يحب ، أما الحب المزيف فهو لا يتحمل أي عاصفة وينتهي ولا يستمر لأنه حب شكلي ، مجرد عواطف ومشاعر وليس حب عميق حقيقي. لذلك فالحب الغير مشروط الحقيقي هو الذي يصمد أمام الرياح ويتحدى الصعوبات والمخاطر من أجل الحبّ.
السيد المسيح له كل المجد احتمل خزي الصليب وعاره من أجلنا ليعلمنا أن كلمة الصليب عن الهالكين هي جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله . لقد استخدم الرب الصليب كعلامة لحبنا وقوتنا ، فمحبة المسيح حتى الصليب هي قوة محولة ، من الخطيئة للبر والقداسة...من الموت إلى الحياة....من الضعف إلى القوة ...الله أعطى مثالاً حيًا لهذا الحب المجاني الغير المشروط ..
أمام الحب تزول الصعوبات والتجارب والآلام، لذلك فيجب أن نقوي إيماننا بيسوع وحبنا له حتى نتحمل الآلام والتجارب من أجله، لأن غالبية ابشر يعانون من نقص في المحبة ، أو عدم محبة الله من القلب ، محبة شكلية..محتاجين أن نعمّق محبيتنا لله التي هي المصدر الآساسي لحبنا لبعضنا البعض. [/size]
سؤال هام/
إلى أي مدى أعيش الحب المجاني في حياتي؟؟؟وهل أنا في مسيرة نمو في حبي وايماني بالله وعلاقتي بالآخرين؟؟؟[/font]