[size=24]الجنس فى اعين الشباب
اولاً: أن ننظر إلى الموضوع نظرة شاملة
فهذة الدراسة تشمل ثلاثة مجالات : مجال روحى ، ومجال علمى ، ومجال نفسى .ويجب أن نربط بين المجالات الثلاثة هذة ، فحين تقتصر الدراسة على احدهم ،تصير متبورة وناقصة ، وبهذة لا تتوفر لدنيا نظرة سليمة كاملة ومتكاملة .
ومن يفتش فى السوق الكتب يجدها متخمة بكتب رخيصة عن الحب والجنس .وغالبا مانتاول هذة الكتب الموضوع من الناحية التشريحية والفسيولوجية البحتة ، لناحية الأعضاء التناسلية ، والجماع بين الرجل والمراة ،من دون أى تميز بين الحب الإنسانى وما يتم بين الذكور والإناث من الحيوانات .أن هذة الكتب متوافرة بالمكتبات بعضها مترجم عن اللغات الأجنبية ، والباقى مؤلف فى مصر لكن الإنسان يشعر بنوع من الإحباط عند الأطلاع على هذة الكتب ، وكثيرا مانتناولالمدارس من هذة الزاوية التربية الجنسية فى المدارس من هذة الزاوية الضيقة . ففى نظر بعضهم ينحصر معنى التربية الجنسية فى مجرد لوحات توضح تشريح الأعضاء التناسلية لدى الجنسين والفرق بينهما ، وهى مع كونها حقائق مهمة تبفى غير كافية لأن الأكتفاء بها يكون صورة مشوهة وغير متكملة
وعلى الجانب الآخر نجد بعضهم يعرض الموضوع لنا موضوع الحب والجنس فى إطار روحى ودينى بحت : الله يقول ... هذا حلال وذاك حرام ....إلخ . وبالطبع يجب على الإنسان ان يعطى هذة التعاليم أهمية قصوى ، لكن هذا الإطار بدوره لا يكفى ، وهناك بعد ثالث لهذة الدراسة الدراسة ،وهو البعد الإنسانى ، بما فيه من عواطف ومشاعر ووجدان . وهى تمثل الوصل بين البعد الروحى والبعد البيولزجى
أن تربية النشء الجنسية اذا لم تناول هذة الأبعاد الثلاثة قد تحدث أثرا ضارا بدلا من أن تكون نافعة ، وعلينا مراعاة ذلك حين نتحدث عن التربية الجنسية . فالتربية الحقيقية هى التى تضع الجنسوالحب فى إطار شامل وهو الإطار الذى يكبسه معناه الحقيقى ، ومعناه الإنسانى ن بل ومعناه الروحى أيضا . وفى هذا المجال أود أن انصح الشباب بمطالعة كتاب ((الجنس ومعناه الإنسانى )))للكاتب اللبانى كوستى بندلى ، وكتاب ( فن الحب ))للعالم النفسانى الألمانى اريك فروم ن وهما كتابان يتناولان هذا الموضوع ببتعمق
ثانيا : ان ننظر إلى الموضوع بنظرة مقدسة
فكثيرا ماننظر إلى الجنس فى وسطنا نظرة سلبية ، نظرة سخرية واسخفاف ومزاح سخيف ، فنجد رجل الشارع يستهزئ بتلك الأمور ، مستخدما فى ذلك اسخف الألفاظ والنكت وارخصها .ومن ناحية أخرى نجد رجال الدين بعضهم البعض والمتدينين ينظرون إليها بنظرة تشاؤمية محذرين من التحدث عنها .وبديهى أن التحكم على الفريقين بعدم الصواب ، فالفريق الأول يتخف بأمر مقدس ،و الثانى يتجاهله وينظر إليه بظرة سلبية علينا أن نلغيها
وما يجب ان نوضحه فى حديثنا هو مدى قدسية هذا المجال . الله حب ومحبة . ولكونه كذلك فهو مصدر المحبة والحب فينا {فما طهره الله لا تنجسه أنت }(أع 10 : 15 ) .لاتنظر بأذدراء إلى ما قدسه اله . يجب أن نعلم أنه ليس فى العالم شئ دنس بحد ذاته ،لأن الله خالق كل الأشياء ، وكل الكائنات ، خالق الرجل والمرأة ،وكل الأعضاء والغرائز { اعضاء الجسد التى نحسب أنها بلا كرامة نعطيها كرامة أفضل } ( 1 كو12 : 23 )فالجنس ليس من صنع الشيطان والغرئز الجنسية زرعهاالله فينا لهدم سام من قبلا سقوط آدم
يجب أن نثبت من أن حقيقة الزواج والعلاقة الجنسية كانتا فى الخطة الإلهية منذ البدء { وقال لهم انموا واكثروا وأملأمو الأرض } ( تك 1 : 28 ) ولكن بعد الخطية أن نظر الإنسان إلى جسده وجسد الآخرين قد تغيرت { فانفتحت أعينهما فعلما أنهما عريانان }( تك 3 : 7 ) وهدفنا انستعيد الصورة الولى والنظرة الشفافة لجسدنا وأجساد الآخرين والتى كان يتمتع بها قبل الخطية
هنا يجدربنا أن نشير إلى انّ المسيحية قد تأثرت بمذهب يسمى((المانية))نسبة إلى *مانى * وهو فيلسوف ظهر فى القرن الثالث الميلادى ، وهو بدوره قد تشرب من فلسفة زرادشت التى سادت بلاد الفرس ((إيران حاليا )) فهذا الفيلسوف قسم العالم والخليقة إلى عالمين عالم الروح وهو من صنع اله الخير ـ ـ وعالم الجسد وهو من صنع اله الشر
هنا نسطيع القول ان الفلسغة المانية التى تشابهت فىافكارها مع افكار فلسفة افلاطون ، وقد أثرت بعض التأثير فى الكنيسة خلال عصورها الولى فظهرت بعض التيارات المسيحية التى ترفض الزواج ن وتحتقر الجسد على انه مصدر كل شر فهناك مذهب هرطوقى فى المسيحية (((((الطاهرون ))))) الذى يحكم على الزواج بأنه عمل يجب الأمتناع عنه لأنه من صنع الشيطان وقد رفضت الكنيسة كل الفكار والتيارات الغربية عن تعاليم الكتاب المقدس ، وتعلن ان الإنسان مركب من الروح وجسد وسلامة بنيانه تكمن غى ارتباطه عنصريه معاً وكلاهما من صنع الله ، الإله الواحد خالقق السماء والأرض ولا يوجود خالق سواه وكل ماخلقه خير وحسن { ورأى الله جميع ما صنعه فإذا هو حسن جداً } ( تك 1 : 31
منقول من منتديات المحبة
[/size]