[color:fce4=red][size=24]سؤال: على الرغم من الإهتمام الكبير بمريم فى الكنيسة الكاثوليكية إلاّ انه لم يذكر الكتاب المقدس إلاّ القليل عنها. ان هذه الملاحظة مهمة امام علم اللاهوت المريمي كما اخترعته الكنيسة الكاثوليكية وهذا الكمّ الهائل من الإكرامات والعبادات المقدمة لها. ومن العجيب ايضاً ان جميع هذه التعاليم والتى تخص مريم هى بالفعل تعاليم حديثة (الحبل بلا دنس 1854 وانتقالها للسماء عام 1950)؟
الرد: لقد جاء فى انجيل يوحنا عن القديسة مريم فى عدة مواضع وخاصة عند الصليب (يوحنا25:19-27) عندما كان يسوع تحت الآلام وهو معلق على خشبة العار حاملاً خطايا البشر ووسط كل ذلك فكّر فى امه وبمن يعتنى بها من بعده. ان يسوع والذى احب مريم بهذا المقدار فهل نحبها نحن اقل؟. لم تخترع الكنيسة الكاثوليكية تعليما جديدا بل جاءت الإعلانات فى عصرنا الحديث تتويجا لما تناقلته الأجيال عبرعصور الكنيسة من تقديم الإكرام والمدائح والإماتات الروحية لمريم ام يسوع وذلك لإيمانها بمكانة مريم فى الكنيسة وفى خطة الله الخلاصية للبشر منذ ان سلّمت نفسها كاملة لله.
سؤال: لقد كرّم الملاك مريم كأم ليسوع ودعاها "مباركة بين النساء" وليس فوق النساء (لوقا28:1) وهذا لا يعنى انه يدعونا ان نؤلها او نعبدها او نصلي لها. لقد وصف الكتاب المقدس مريم كإمرأة مطيعة وفاضلة ومُحبة ولكن لم يفرض علينا عبادتها لأن مثل هذا التعليم هو شرك بالله؟
الرد: ان الترجمة السليمة لتحية الملاك لمريم:"السلام لكِ يا ممتلئة نِعمة مباركة انت فى النساء" وهذا لا يعنى مطلقا انها مؤلهة ولم تعّلم الكنيسة مطلقاً ان نعبد مريم ولا يوجد تعليم او دستور او قانون كنسي يفرض على المؤمنين تقديم العبادة لمريم ام يسوع.
سؤال: قال الله انه "لا يُعطى مجده لآخر"(اشعيا8:42) فلماذا يُعطى المجد لمريم؟
الرد: ان هذه الآية بكاملها كما جاءت:"انا الرب وهذا اسمي ولا اعطى لآخر مجدي ولا للمنحوتات حمدي"، انما تشير الى المنحوتات والتماثيل فالله لا يريدنا ان نقدّم أي مجد او عبادة الى أي آلهة كاذبة. ان الكنيسة الكاثوليكية فى تعاليمها لا تقدم العبادة لمريم بل تكريم فائق لمكانتها الفائقة فوق الملائكة والقديسين والأبرار. ان الله الخالق لا يعطى المجد الذى له وحده لأي مخلوق آخر سواه حتى الى مريم ولكنه يمنح النعمة والمجد للأبرار كما جاء "يؤتي النعمة والمجد"(مزمور11:83)،وكون مريم "الممتلئة نِعمة" فهى قد تمجدت من قِبل الرب عندما اختارها لتكون أماً لله الكلمة ولهذا استحقت التكريم وليس العبادة.
سؤال: كيف يمكن الإدعاء بأن الكنيسة الكاثوليكية لا تعبد مريم بينما اهم الصلوات الكاثوليكية هى المسبحة الوردية هى صلاة الى مريم؟
الرد:ان الذبيحة الإلهية للقداس هى اهم صلاة كاثوليكية وليست المسبحة الوردية والقداس هو ذبيحة مقدمة لله تعالى. فهل تقدم الكنيسة الكاثوليكية الذبائح الى مريم؟ بالطبع لا وعلى هذا فلا يمكن اتهام الكنيسة الكاثوليكية بعبادة مريم.
سؤال: حيث ان هناك ملايين من المسيحيين الصالحين لا يقدموا الإكرام لمريم فهل هذا يعني فى الحقيقة ان هناك أي ضرورة لتقديم مثل هذا الإكرام؟
الرد: هذا السؤال يشابه القول بأن سر التناول المقدس ليس هو الطريق الوحيد للحصول على الخلاص فهل هذا يعنى عدم ممارسته؟ وعليه فيمكن طرح السؤال بطريقة اخرى: هل من الضروري إدخال مثل هذا الإكرام؟ وتكون الإجابة – غير ضروري. ولكن يتبع ذلك سؤال آخر هل مثل ذلك الإكرام مطابق لمشيئة الله وخطته الخلاصية هنا تكون الإجابة بنعم. فعندما لا يُقدم الإكرام لمريم فهذا يعنى انها مثل أي مسيحي عادي لا يستحق أي تكريم أكثر من أي عضو آخر و انه من غير الضروري ان تُذكر او أن نتشبه بها، واذا كان هذا صحيحاً فكيف وصفها الكتاب المقدس "المباركة" (لوقا 28:1)؟، وكيف نطق الروح القدس على لسان القديسة اليصابات:"مباركة أنتِ فى النساء"(لوقا42:1)، وما نطقت به مريم نفسها وهى ممتلئة من الروح القدس "فها منذ الآن تُطوبني جميع الأجيال"(لوقا48:1)، وكيف يطلق عليها كل مكرموها لقب "القديسة مريم العذراء"؟
سؤال: هل يمكن ان يكون مثل هذا الإكرام عبارة عن تعصب وهلوسة مريمية قد يؤدى الى أخطاء لاهوتية حقيقية؟
الرد: هذا ممكن. لكن إذا لم يصبح الإكرام فى حدود التعاليم الكنسية كما حددها المجمع الفاتيكاني الثاني والتى حذّرت من الإفراط فى هذا التكريم أو إهمال ان مريم لم تكن فى حاجة للخلاص، أو بإعطاء مريم مكانة خاصة وإعتبارها انها أرحم من يسوع مثلا او بإعتبارها شخصية كتابية كالشخصيات الأخرى ومن انها ليست إلاّ اماً ليسوع وانتهى بهذا دورها والى غير ذلك من التعاليم التى تقلل او ترفع ممارسيات المؤمنين التقوية الى درجة الإنكار أو العبادة. [/size][/color]