[b][size=24]أولا- معنى "لـم يعرفهـا"إن القديس يوسف الذى يذكر الكتاب عنه انه كان باراً والبرارة فى عُرف الكتاب الـمقدس هى القداسة،وهى العيش بطرق الحق والعدالة والعمل بوصايا الله. جاءه الـملاك وطمأنه وأمره أن يأخذ امرأته الى بيته وأطاع يوسف كما فعل من قبله الأنبياء والأبرار من طاعة أوامر الرب وانطلق بامرأته الى بيته وعلم ان الله يُعد لـمجئ الـمخلص العجيب فهل نتصور أن يجرؤ أن يلمس امرأته بعد أن علم بحقيقة أمرها؟!.
وبعد الـميلاد ظهر له الملاك وقال له خذ الصبي وامه ولم يقل خذ زوجتك وطفلك وهذا يعنى ان مريم لم تصر زوجة له بعد ولادة المسيح بل علاقتها مازالت بالمسيح وليست مع يوسف.رؤيـة فى حلم وبشارة ورعاة يُبشرون والمجوس يسجدون ويقدمون الهدايـا وصرخة سمعان الشيخ وحنة النبية فكيف نصدق ان يوسف على الرغم من معرفته الكاملـة بـمثل هذه العجائب المدهشة يجرؤ أن يلمس أم الرب..هيكل الله..مسكن الروح القدس؟ ومريم العذراء هل تقبل يوسف زوجاً ؟. بالطبع لا.لقد إمتلأت تماما من النعمة والروح القدس وولدت مخلص العالم،فإن لم تجد إشباع أشواقها الروحية وتطلعاتها السماوية فى ابن الله الوحيد فهل تجده فى الزواج وإنجاب الأولاد؟
ثانيـا – معنى "حتى ولدت"
انها مغالطة لأبسط قواعد اللغة العربية لكلمة "حتى" فهى تنفى ما بعدها كما هى تنفى ماقبلها لا سيما اذا تبعتها حرف نفى (لم يعرفها) اي لم يعرفها بعد الولادة كما لم يعرفها قبل الولادة.
+ يقول العلاّمة ديونيسوس مطران السريان فى دفاعه عن استخدام كلمة "حتى" من ان لفظة "حتى" تقال على ثلاثة انواع:
أ- على ما له حد:كقوله "لم يرتحل الشعب حتى أُرجعت مريم"(عدد15:12) اي بعد شفائها قد رحلوا. وكقوله"لايزول قضيب من يهوذا حتى يأتى شيلون"(تكوين10:49) اي بعدما يجيئ المخلص يزول القضيب اي المُلك.
ب- يفصل الأمور: كقوله"سار ايليا فى البرية حتى جاء وجلس تحت رِتمة" (3ملوك4:19) ومعلوم انه بعدما أتى جلس وبعدما وصل للجبل استراح.
ج- على مالاحد له:كقوله"أرسل نوح الغراب فخرج مترددا حتى نشفت المياه"(تكوين7:
ومعلوم أنه بعدما نشفت الـمياه لم يرجع. وكقوله"ان ميكال ابنة شاول لم يكن لها ولد حتى ماتت"(2صموئل23:6) فهل ولدت بعد موتها،فإن لم تلد قبل موتها فكم بالأمر بعد وفاتها. وكقوله"ها انا معكم كل الايام حتى انقضاء الدهر"(متى19:28) العل الرب فيما بعد يتركهم. وكقوله"قال الرب لربي اجلس عن يـميني حتى اضع أعداءك موطئاً لقدميك"(مز1:109) فهل يبطل جلوس المسيح عن يمين ابيه بعد اخضاع اعدائه.
وعليه فلفظة "حتى" التى قيلت فانما اطلقت على ما لاحد له بمعنى انه لم يعرفها قط لاقبل ولا بعد.
ثالثا- معنى "ابنهـا البِكر"
بحسب الفِكر اليهودي "البِكر" يعني فاتح رحم، ولا تدل على أن هناك أولاد آخريـن، حتى ولو لم يكن له اخوة أصاغر، فالبِكر لـه الـميراث بحسب الشريعـة وهناك طقوس خاصة بحسب الناموس يلزم إجرائهـا لذلك الإبن البِكر كما جاء:"قدّس لـي كل بِكر كل فاتح رحم من بني إسرائيل من الناس والبهائم إنـه ليّ"(خروج2:13) و"كل فاتح رحم فهو ليّ" (خروج19:34).
+ دعي المسيح خمس مرات فى الكتاب المقدس باسم الإبن الوحيد ودعي بالعديد من المرات باسم الإبن فقط ليدل هذا اللقب على انه لا ثاني له "من يؤمن بالإبن فله الحياة الأبدية ومن لا يؤمن بالإبن فلا يعاين الحياة"(يوحنا36:3)، "الله لم يره أحد قط. الإبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو أخبر"(يوحنا18:1) فهل يُعقل إذن أن هذا الإبن الوحيد الجنس يكون وحيداً لأبيـه ولا يكون وحيداً لأمـه؟
+ ذكر فى الإنجيل حادثـة القيامـة حيث جاء ذكر ملاكين جالسين عند القبر:" أما مريم
فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي. وفيما هى تبكي انحنت الى القبر فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعاً"(يوحنا11:20-12) وهنا يتبادر عدة اسئلة: للـماذا جلس أحدهما عند الرأس والآخر عند أخمص القدم، ولماذا لم يجلسا معا فى الجهة الوسطى ولماذا لم يجلس احدهما فى الـمنتصف، ولماذا لم يكن هناك ملاك ثالث يتوسط الـملاكين فيجلس بينهما حيث كان جسد الرب يسوع؟. والجواب حيث قد وضع الـمسيح جسده الناسوتي لا يجرؤ ملاك أن يضع جسمه النورانـي، فإذا كان الـملاك لم يجرؤ أن يفعل هذا فى حجر فهل للإنسان أن يعمل هذا؟
+ جاء فى سفر الملوك الأول ان داود الملك عندما شاخ وتقدم فى الأيام وكانوا يدثرونه بالثياب فلم يدفأ وبحثوا له عن فتاة عذراء لتكن له حاضنة ليدفأ الملك "فوجدوا أبيشج الشونمية فجاءوا بها الى الملك وكانت الفتاة جميلة جدا فكانت حاضنة الملك وكانت تخدمه ولكن الملك لم يعرفها"(1ملوك1:1-4). وبعد موت داود جاء أدونيا اخو سليمان الملك وطلب بواسطة ام سليمان الملك ان يعطيه ابيشج الشونمية زوجة له ولكن حلف سليمان بالله الحي وقتل أدونيا بيد بناياهو بن يهوياداع فبطش بـه ومات (1ملوك13:2و17و23-25). وهنا فلنقارن بين عذراء داود الأرملة والعذراء مريم الأم الباقيـة عذراء، فسليمان الملك لم يوافق أن تصير أبيشج زوجة لأخيـه وهى التى يوما من الأيام اقترن اسمها بإسم داود. العرف والتقاليد تمنع بأن تصير للرجل إمرأة ابيـه (1كورنثوس1:5) فماذا لو فكرنـا لأن تصير العذراء مريم أم داود الجديد(هوشع5:3) وسليمان الحديث (متى42:12) أماً لغير الـمسيح يسوع؟
+ نبؤة حزقيال النبي حين كتب فى سفره وقال:"ثم أرجعني الى طريق باب المقدس الخارجي المتجه للمشرق وهو مغلق. فقال لي الرب هذا الباب يكون مغلقاً لا يُفتح ولا يدخل منـه إنسان لأن الرب إلـه اسرائيل دخل منـه فيكون مغلقاً"(حزقيال1:44-2). فأي باب هذا الذى فيه دخل ومنه خرج الرب وبهذا مُنع من دخولـه أي بشر آخر كي يظل الباب مغلقاً لا يُفتح لغيره ولا يُستخدم بعده؟
+ إذا كانت مريم العذراء فى بشارة الـملاك جبرائيل لها قد استغربت حين بشرها قائلا:"ها أنتِ ستحبلين وتلدين إبنا وتسمينـه يسوع"(لوقا31:1)،
--------------------[/b][/size]