[size=18][b][size=24]فترة المراهقة
أن مرحلة المراهقة مرحلة طبيعية من عمر الإنسان ليست أزمة ولا مرضاً يجب التخلص منه بل هي مرحلة طبعيه جداً يجب على كل إنسان أن يمر بها مثل مرحلة الطفولة والشباب والرجولة والشيخوخة هي مرحلة انسلاخ من الطفولة إلى الرشد بما يصاحب هذه المرحلة بعض الآلام
وإذا أرادنا أن نصف مرحلة المراهقة وصفاً موجزاً نقول أنها مرحلة تغير مفاجئ وسريع تبدأ من نقطة البلوغ ويستمر هذا البركان حتى يهدأ تدريجياً قرب نهاية فترة المراهقة
يتطلع كل من الفتى والفتاه في هذه المرحلة آلي المرحلة القادمة واكتمال نموه النهائي كرجل أو امرأة ويتوق ألي تحقيق النضج الكامل في شخصيته بل ويحب أن يعامل معاملة الكبار تعجلا لما سيصير أليه وربما إن شرب السجائر في دور الشباب المبكر عند البعض يعبر عن هذه الرغبة وأذ يحاكى الكبار في ذلك، يتصور انه اصبح مثلهم – ولكنها طبعاً عادة سيئة ويجب رفضها منذ البدء والتحرر منها وأبطالها لذا تحتاج صديق ألي قيادة وتوجيه كبير من آب روحي حكيم له قلب متسع ليتابع نموك السليم والمتكامل
يبدأ سن المراهقة عادة لدى كل من الشباب والشابات في سن الثالثة عشرة من العمر ويمتد بضعة سنوات ألي قرابة العشرين من العمر ، ولو انه يتفاوت من واحد لاخر ومن حالة لأخرى
فالمرحلة نسبية تتباين في طولها تبعاً لظروف واجتهاد كل واحد أو واحدة للتخلص من مظاهرها والبلوغ ألي ما بعدها
تغيرات جسمية لدى الشاب
ونلاحظ تغيرات هامة تطرأ بوضوح على التكوين الجسمي والنفسي للشاب فنشير في عجالة ألي ازدياد الطول وتغير الصوت ألي الخشونة وظهور الشعر في الشارب اللحية تحت الإبطين وعند منطقة العانة، كما تشتد العضلات وتزداد الطاقة الحركية ويكثر النشاط – هذا فضلا عن إفرازات الغدد المختلفة آلتي تفرز هرمونات خاصة في الدورة الدموية – ويصاحب ذلك كله تغيرات نفسية واضحة مثل الميل نحو الجنس الآخر والإعجاب به والإحساس بالكرامة الشخصية والوجود المستقل الذاتي والنزعة نحو المثاليات التي يتبعها أحيانا شعور التمرد على الأوضاع الخاطئة ونقائص البيئة في المجتمع المحيط به، ويعجب الفتى كثيراً بالبطولات الفريدة ونماذج التفوق في القدرات العقلية والجسمية التي يمكن أن تكون قدوة له ليحاكيها – كما انه يميل ألي التعاون واللعب في جماعات مشتركة
ويعانى الشاب في هذه المرحلة من قلة التوافق الحركي الذي يؤدى أحيانا ألي عدم التحكم عند السير فيمكن أن يصطدم بالأثاث أو تسقط من يده الأشياء ومن هنا يجيء معنى الفعل رهق أي حمق وجهل الأمر وهذه يؤدى ألي اضطراب السلوك في بعض المواقف
الغريزة وإشباعها وانحرافاتها
أن سلوكنا جميعاً تحكمه غرائز فطرية طبيعية يشترك فيها كل الجنس البشرى يعدد منها بعض العلماء مثل مكدوجال الأمريكي أربعة عشر ويستقطبها عالم أخر مشهور وهو فرويد الألماني في واحدة فقط وهى الغريزة الجنسية - ونعلم أن كل غريزة لابد أن تمر بثلاثة مراحل لإشباعها وهى الإدراك والوجدان والنزوع – فنحن جميعاً حينما ندرك أو نرى مثيراً معيناً يتحرك فينا وجدان أو شعور معين يجعلنا ننزع ونندفع لإزالة التوتر الناجم عن هذا الوجدان – فمثلاً رؤية الطعام تسيل لعابنا وتزيد شوقنا إليه تجعلنا نتحرك بالضرورة مع إحساس الجوع لإشباع هذه الحاجة الطبيعية ولكن المهم كل المهم هو كيفية التحرك ووقته وأسلوبه ومدى صحته ومشروعيته
الغريزة تتطلب الإشباع، ولكن ينبغي أن يكون هو الإشباع السليم الأصيل الذي يحقق القصد السامي منها ويدرك الحق الذي وراءها حتى ما تسير الغريزة في مجراها الطبيعي الآمين دونما انحرافات في السلوك يميناً أو يساراً، ودون أن تخلف وراءها مشكلات وعثرات تخل بآداب الجماعة والضمير، من حق الجائع أن يأكل ولكن ليس من حقه أن يأكل بالسلب والنهب ولا بالإفراط التفريط بل يأكل مما كسبته يداه ومن عرق جبينه وبكل انضباط وتعقل وتهذيب ونظام – من حق الفتى والشاب أن يقدر ويحترم ويعامل معاملة الكبار وتعطى له الفرص لتحقيق مواهبه ووزاناته وتنمية قدراته وإمكاناته ولكن ليس من حقه أن يصطدم بغيره أو يتبجح ويعلى صوته على من هم اكبر منه، وينفرد ويتشبث برأيه بل يظهر كل خضوع وطاعة وانسجام وتوافق مع الآخرين من حوله
العلاقات بين الجنسين وحدودها
في تعبير حقيقي واقعي شبه البعض الأخطار التي تنجم من سوء العلاقة بين الجنسين بما يحدث عندما نقرب النار من الكحوليات سريعة الاشتعال، فحقاً هي لحظة ولكنها تضرم نار شديدة – هكذا اقتراب تلامس الجنسين الأمر الذي يؤدى ألي نار مهلكة حينما يكون بغير وجه حق
يعجب الفتى بالجنس الآخر ككل وبالجمال في جميع النساء بصفة عامة ولكنه سرعان ما ينتقل ألي مرحلة الأحادية الزوجية ، ويركز كل حبه وكل مشاعره في واحدة ويكرس لها وقته وجهده تمهيداً للطريق الطبيعي المألوف للغالبية وهو الاقتران بها وسواء قبل البلوغ إلى هذه المرحلة أو بعدها يحتاج كل واحد إلى حذر شديد وحيطة كبيرة في التلاقي والعلاقات مع الجنس الآخر تحسبا وتجنبا للارتباطات العاطفية غير المرغوب فيها
من حق كل شاب وفتاة الالتقاء معا من أجل التعارف واكتشاف نمط شخصية كل واحد وسجاياه وميزاته الخاصة من اجل تسهيل عملية الاختيار وتحقيق التوافق والانسجام والتناسق الكامل فى الشخصيات العتيدة أو المزمعة أن تعيش معا وتشارك سويا رحلة العمر كله، لهذا يسعى كل من الشاب والفتاة لاختيار شريك الحياة وفتى الأحلام ولكن يحظر تماما اللقاء الفردي والصدقات المتخصصة في هذه المرحلة فان كان يسمح بالتلاقي والتعارف في وسط اجتماعي وتحت تدبير وأشراف مرشد روحي أواب مختبر في مجالات عامة مثل نادى الكنيسة والرحلات وغيرها إلا انه يجب الحذر كل الحذر من الخلوات الفردية الخاصة غير الجادة ، اتقاء للعثرة وتجنبا للتطرف
مقاومة العادات الشبابية الرديئة
هنا نبلغ إلى بيت القصيد واللب من الموضوع، الخبرة التي لا يستغني عنها كل أحد والفضيلة التي ينبغي أن يشتاق أليها الجميع بل والجهاد الذي لا يستغني عنه كل راغب في التقوى وهو التحرر من العادات الرديئة
والعادة أسلوب أداء يعتاد عليه الفرد وبممارسته وتكراره دائماً يتمكن الإنسان من تأدية أعماله بأكثر سهولة ويسر، ويصبح مرتبطا بما يسمى سلطان العادة وهو أمر نسبى يختلف في مدى تأصله من واحد لاخر كما يتنوع من مجال لاخر سواء على المستوى النفسي أو الجسدي وان كنا نقرر أن حياتنا تسودها أو تحكمها مجموعة من العادات، فالمهم هو نوع هذه العادات إن صالحة آم سيئة ومدى رضا الشخص عنها ومدى اهتمامه بتنمية الصالحة وحزمة في مقاومة السيئة منها
أما بالنسبة للعادات الجسمية فيلزمنا كشباب بل وفى كل مراحل عمرنا كثيرا من الانضباط والتعقل والحكمة والنظام في ميادين المآكل والملبس وغيرها والعادة السرية (أو الاستمناء) مثل سائر العادات الجسمية الرذيلة السيئة والتي لها أضرارها الجسيمة متى سادت ومورست في عبودية مرة، لذا يجب ويتحتم مقاومتها بل واستمرار مقاومتها بقصد الإقلاع عنها تماما وهناك من حققوا ذلك فعلا وتمتعوا بثمار الحرية المجيدة ونعموا بحياة القداسة والطهارة وعليك أن تقرر أنت بنفسك صديقي ميلاد عدم الاستمرار ورفض اللذة المصاحبة لها وتعبئة الشعور والوجدان ضدها لأنها إشباع ناقص لذا تدعو لتكرارها لعل التكرار يداوى فراغ النفس
تعال نفكر ما هو الحل؟
يعلمنا الكتاب المقدس في إنجيل البشير يوحنا الإصحاح الثامن والعدد الثاني والثلاثون ( تعرفون الحق والحق يحرركم) نعم صديقي أنت تحتاج أن تسلم أرادتك لله وتقبل أليه بضعفك ثق انه قادر أن يغير حياتك كلها يجب أن نعترف أننا ضعفاء أمام حيل الشيطان الماكرة لذا يجب علينا أن نهرب لحصن الآمان دائماً ونطلب نعمة المسيح المجانية التي تستطيع وحدها أن تصيب الهدف وتحقق معجزة النصرة هنا نؤكد دور النعمة الأساسي في تحقيق النصرة الروحية، ولكننا نقرر أيضا دورنا الخاص في تسليم الإرادة كل حين لله،علينا أن نحرس حواسنا فلا تدخل منها المثيرات الشريرة ، ونحترس بالأكثر من الأفكار الدنسة والتصورات الشريرة والمناظر الخليعة التي تثير فينا الشهوات الرديئة وتحرك الأعضاء، ولتعلم بان مجرد رفع القلب إلى الله وتذكر الآيات المناسبة من كلام الكتاب المقدس فهو كفيل بان يقدر الأفكار والمشاعر جميعاً ويحصن النفس فتفلت من فخاخ إبليس وتطفئ سهامه الملتهبة
شعارنا أذن ألا ننظر ألي سقطاتنا بل إلى قوة الله التي تكمل ضعفنا لأنه مكتوب (تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل) 2 كو9:12
صديقي يحدثنا علماء النفس بان الشاب في مرحلة المراهقة يولد من جديد لان نموه الجسمي والنفسي والعقلي والاجتماعي يبدأ في الاكتمال فتتحدد أسس الشخصية العامة
واحب عزيزي أن أضيف لك أن نسبة كبيرة جداً من رجال الله الذين صنع بهم الرب نهضات عظيمة حددوا موقفهم من السيد المسيح واتخاذه مخلص شخصي لهم في مثل سنك تقريباً
أنها دعوة شخصية لك صديقي أن تحي افضل حياة يمكن لإنسان أن يحياها قدم قلبك وكل حياتك الآن لله وسلم للرب طريقك واتكل عليه فستجده خير صديق لك طول الطريق ومرشد في الضيقات، ستجد أب حقيقي يحبك من كل قلبه
تحديات العصر والنصرة الروحية
جدير بالذكر صديقي أن أيماننا المسيحي يعطينا تغييراً جذرياً وتجديداً كليا لطبيعتنا البشرية وليس مجرد بعض فضائل اجتماعية لهذا نقرر أن الفرصة أمامنا لتختبر الحياة الجديدة وكل ما هو للمسيح بقوة روحه القدوس الذي أعطاه لنا وأخص بالذكر نصرته على كل تجارب إبليس الذي قهره في آخر عزلته في البرية بقوة كلامة المكتوب وأيضا غلبته للخطيه والعالم والشيطان والمسيح هو أمس واليوم والى الأبد يعد كل من يطلبه ويتمسك بعمل نعمته بان يهبه عين الغلبة برغم كل تحديات الزمان الحاضر من انتشار الإلحاد العملي والإباحية والإدمان وسائر الموبقات التي تهد كيان العالم الحاضر وسط هذه التأثيرات جميعاً يقف كل ابن للمسيح رافعاً رأسه مرددا مع يوحنا الرسول وقائلا: "هذه هي الغلبة التي تغلب العالم أيماننا" [/size]