[b][size=24]الفصل الأوّل
قيمة الّطفل في نظر الله
مقدمة
قال يسوع دعوا الأطفال يأتون إلىَّ ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات"
يروي هذا الفصل الفريضة المنطقية القائلة باعتزاز الله بالأطفال وبقيمته الغالية لأنهم مخلقون على صورته ولقد خلقهم متمتعين بالقدرة على معرفته. وهو سيكتشف اطوار النمو المعطاة من الله القاصرة على فترة الطفولة المبكرة، وطبيعة الأطفال شديدة التأثير وواجباتهم الأساسية لتلمذة في هذه المرحلة البدائية من حياتهم.
إن قيمة الأطفال بمقتضى وصية الرب يسوع، تستلزم من المعلم المسيحي درجة عالية من الالتزام. وإن المؤهلات المهنية تصبح بلا قيمة بالمقارنة مع ما يتوقعه يسوع فيما يتعلق بتعليم الأطفال والاهتمام بهم يكشف لنا النظرة العابرة في الكتاب المقدس عن يسوع في علاقته بهم إذا يكشف العلاقة الحميمة مع الأطفال الصغار. لقد أرسى لنا توجيهاً مختصراً وإنما مكلفاً لتربيتهم وقبولهم. يقدم لنا في (مت 18: 19) نظرة شديدة الوضوح عن الحب والشفقة، والاحترام الذي كنه يسوع لصغاره. تبين يسوع أن الأطفال لا يمكن أن يزدادوا بالحب، أو يظهروه، ما لم يتلقوه أولاً بصورة نشطة.
لقد جذبهم يسوع لنفسه بمودته ووضع يديه عليهم، وقال أنتم يا أيها المعلمون لا تصنعوا أقل من ذلك: دعوا الأطفال يرون ويشعرون بحبكم، لا تدعو شكاً في أذهانهم في أهميتهم، فهم لهم قيمة ثمينة جداً عند يسوع.
ويطالب من كل خادم سواء خادم الحضانة، أو المدرسة، أو أم لها أكثر من طفل أن تنادي الطفل باسمه كما تحييه ويعرف أنها تحبه وتستقبله بحفاوة مثلما تستقبل المخلص، إذا دخل قاعة دروسك التي تعمل فيها مع الأطفال هي حقاً مكان مقدس. فاحرس عليها جيداً وغطها بالصلاة: أنها كرمة الله(اش27: 2)، وهو أيضاً يحرسها(مز127: 4). إن الأطفال هم السهام في يد المحارب( المعلم- الوالدين) أنت أيها المعلم ملتزم بالإقتداء بشخص المسيح في تأثيرك على إصابة هذا السهم(الأطفال)، ذلك السهم الثمين استعمله لمجد الله، وأن فعلت ذلك تحل عليك بركة واسعة والتعليم هو دعوة علينا." قامتي مرفوع الرأس هوذا البنون ميراث ثمين من عند الرب، ثمر البطن أجره" (مز127: 3).فالأطفال ميراث من عند الرب أي أنهم ليس ملكاً لنا بل نحن مؤتمنون عليهم لنعتز بهم ونحميهم ونوجههم ونساعدهم ليسيروا بالخطة الله الكاملة.
الأطفال يستطيعوا أن يعرفوا خالقهم
عندما نقول أن الأطفال يستطيعوا معرفة الله، هذا يعني أنهم ليس بذاتهم يستطيعوا معرفة الله، وهنا يظهر دور الخادم أو المدرس من جهة، ومن جهة أخرى دور الأسرة. فعلى الخادم لكي يوصل الطفل إلى معرفة الله، عليه استخدام الكتاب المقدس، من خلال شرح بعض أعمال الله، هنا يبدأ الطفل التعرف على الله من خلال أعمال الله وصفاته، فمثلاً: عندما نقول أن الله هو:
هو الخالق فيعرف الأطفال أنهم من أين جاءوا.
هو الأب مستمدة منه الأطفال أحساساً بالقيمة والاستحقاق.
هو يسوع الله معنا فيستطيع الأطفال أن يدركوا مصيرهم من خلال يسوع
أعطانا كلمته فيستطيع الأطفال أن يتعلموا ما هو الحق المطلق والصواب والصدق.
وعندما نتكلم عن الخالق، فالخلق لا يكشف فقط عن معلومات مذهلة، وإنما نلمس ونكتشف النظام البديع لله، وأيضاً وقدرته وعظمته وحكمته، وبعد نظره العجيبة من خلال أعماله ، ولذلك لتنمية معرفة الخالق للطفل لها شقان:
تتضمن سرد خطة الله الرائعة للشركة الأبدية مع البشر، فاله خلق الإنسان ليشاركه حياته، فكان يتمشى مع أدم في الجنة، وظهرت مشاركة الله للإنسان في حياته، في شخص يسوع المسيح من خلال تجسده على الأرض. لكي يعيش مع الإنسان وينقذه من الهلاك الذي سببه الإنسان لنفسه بسبب الخطيئة. ومن هنا نبدأ التعرف على خالقنا. من خلال محبته ومشاركته للبشر.
وأيضاً عندما نرى الخلائق التي خلقها الله، فعندما نسأل من أين جاءت هذه المخلوقات سنجد الإجابة القاطعة تقول لنا أن الله هو خالق كل هذا الكون بحكمة وإبداع. ولأن استكشاف عجائب الخليقة، تعكس لنا أعمال وصفات الله. فالخليقة عمل يديه. لذا كل موضوع يقدم للأطفال عن الخليقة، لا يكشف فقط عن معلومات مذهلة، إنما عن نظام الله وقدرته وعظمته وحكمته وبعد نظره وتفرده ورعايته العجيبة من خلال مخلوقاته. وبالنسبة إلى المعلم أو المعلمة الذي يقود الأطفال في معرفة الله الخالق أن يعرفهم أن هذه الخلائق من الله، فلابد الاعتناء والاهتمام بها إذ هي من صنع الله. وعلى الخادم أيضاً أن يعرف أن الأطفال يلذ لهم رؤية التضاد في أنحاء الخليقة، منها يعرف الطفل الله، مثال: كانت خادمة تحكي للأطفال عن الزهور الصغيرة جداً، والجبال القوية، وسألت من الذي صنع هذه الأشياء فرد طفل على الفور الله هو الذي خلقها. من هنا نقول أن على الخادم دوراً كبير لكي يصل الطفل إلى أن يعرف الله، ولا نقول أن الطفل صغير ولا يعرف عما نتكلم. لذا معرفة الله تقع على عاتق الأسرة من ناحية ومن ناحية أخرى الخدام.
يستطيع الأطفال أن يعرفوا الله أبانا
يحكى أن " عانى طفل في عمر ثلاث سنوات من الاعتداء العاطفي أي قلة الحب والاهتمام، وأيضاً الاعتداء الجسدي أي الضرب والإهانة، على يدي والديه الطبيعيين. وبمجيء الوقت الذي بلغ فيه سن الحضانة، وبسبب سوء المعاملة أصبح الولد لديه مشاكل في سلوكه، هذا راجع إلى معاملة الوالدين له، فلما دخل الولد الفصل كان مشاغب وسلوكه غير لائق. من هنا بدأ المعلمون يتعاملون معه بكل احترام، شعر الولد أنه محبوب من قبل المعلمون، بدأ يغير الولد من سلوكه، وبدأ المعلمون يرون التغيير في الولد. حتى أصبح طفلاً مهذباً ومحترماً. وفي إحدى الأيام والمعلمة تتحدث عن الله قال الطفل لها "أنا أعرف الله أبانا، وأنه يحبني وأرسل أبنه يسوع المسيح ليخبرني بذلك.
من هذه القصة نقول أن الأطفال يستطيعوا معرفة الله كأب، من عمر صغير، فالله يتعهد بالصحة العاطفية، والنجاح الروحي، لطفل أكثر بكثير من تعهدنا نحن، فهو الذي يبادر بالمحبة نحو الأطفال، وطبيعي أن يلمس روحه قلوب الأطفال الصغار. وهم يعرفون أن الله يحبهم بدون أي شروط، فالله أعطاهم مقدرة على الاستجابة بشكل منفتح بالروح على هذا الحب. حتى قبل أن يفهم الأمور الروحية بمقدراتهم العقلية، لكن بروح المحبة غير المشروطة التي يتمتع بها.
من المفرح أن أغلبية العاملين في مجال الطفولة المبكرة من النساء، فأي خادمة تحب الأطفال الذين معها في الحضانة، فهي تعكس صورة الأب إلى قلب الطفل، هذا يجلب إلى أرواح الأطفال الصحة العاطفية والجسدية.
يستطيع الأطفال أن يعرفوا أن الله معنا
بعد ما عرفوه الأطفال من معالم عن الرب يسوع نستكمل معرفة الله معنا وهو اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا وبهذا الإعلان العجيب دخل يسوع الذي هو الله الأبن العالم الذي قد نطق فأوجد نفسه، ومع أنه واحد مع الآب منذ الأزل ومساو نفسه تماما بالناس الذين خلقهم وتعامل معنا كواحد منا. وحسن لدى الطفل أن يشعر بالغريزة، إن ما تعلمه العقيدة المسيحية عن علاقة يسوع بالآب الحقيقي أن المسيح حقا الله المتجسد في جسد إنسان. أن يسوع يرينا كيف يكون الله الذي رأني فقد رأى الآب، إلا أن ثقتي لا تستند على مشاعري الشخصية إنما تستند بأكثر اطمئنان على الشهادة الموضوعية لكلمة الله وعلى حقيقة القيامة التاريخية. ثم يضاف إلى هذا تأكيد تدعيم بشهادة مسيحيين أخرين عن نفس الحقيقة وهي معا (أصحاب) نرى الله الآب أبانا، بأشكال متعددة من خلال تعاليم يسوع وحياته وشخصيته.
1. تعاليم يسوع المسيح
علم يسوع الناس أن الله الآب يعرف كيف يعطي عطايا جيدة للأطفال ويجري ليقابل الضال التائب وهو يناشد ابنه الأكبر بصبر بما لا يدع مجالاً للشك وأن الآب يكره الخطيئة، لأنها تكره قلبه لكن الله لايزال يحب أولاده ويخلصهم.
2. حياة يسوع وخدمته
كذلك كانت حياة يسوع على الأرض اعلانا عن خطة الله العجيبة للبشرية لقد تمّ في ولادته عجائب، الإله الملك السمائي يترك عرشه وينزل متجسدا فقيرا. وفي حياته تمت معجزات شفاء واقامة موتى، وتعاليم مختلفة لكل الفئات من الأطفال إلى الشيوخ، ودعا الكل أن يصيروا أطفالا. وفي الفداء من موت وقيامة وصعود، أتم طريق المصالحة البشرية مع الآب.[/size][/b]