[size=24][color:d6d0=black]لماذا تجد صعوبه فى استقبال فكر الله
لماذا نجد صعوبة في استقبال فكر الرب ومعرفة مشيئته؟
إنه حقًا أمرٌ محزن أن تظل قلوبنا غليظة ولا تستطيع أن تفهم أو تميِّز صوت الرب، وأن نظل متباطئي المسامع رغم كثرة المواعظ التي نسمعها، وأن نتحيَّر ونرتبك عند مفترق الطرق رغم كثرة صلواتنا. ويظل السؤال الهام: لماذا الصعوبة في الفهم؟
لا شك أن هناك خللاً روحيًا جسيمًا يكمن وراء هذه الظاهرة، وإذا كنا أمناء مع أنفسنا سنكتشف أن السبب دائمًا فينا وأنه يتمثل فيما يلي:
1. عدم التعود على سماع صوت الرب في الشركة الهادئة معه في الأحوال الاعتيادية في الحياة اليومية. وعدم التعود على التحدث إليه بتلقائية مثلما يحكي الصديق للصديق إذ نمشي معًا ونحكي معًا كأفضل الرفاق. إن حواسنا الروحية لن تتدرب على تمييز صوت الرب وفهم ما يريد أن يقوله لنا إلا عندما نعتاد على الوجود في حضرته والحديث معه يوميًا، حتى لو لم تكن هناك احتياجات عاجلة· وعلى سبيل المثال إذا كان لك صديق يتحدث إليك تليفونيًا كل يوم ولأوقات طويلة وذلك عبر سنوات كثيرة، فهل تجد صعوبة في أن تميز صوته بمجرد فتح الخط؟ كلا. لقد صرتَ مُعتادًا على هذا الصوت. وهذا ما نحتاج أن نصل إليه في علاقتنا الحميمة مع الرب كل يوم. إن السبب الأول في فشل البعض في فهم مشيئة الله هو أنه تعوَّد أن يعيش مستقِلاً عن الرب، ولا يلجأ إليه سوى في الأزمات الطارئة والقرارات المصيرية العاجلة. وبالتالي فإن صوت الرب غير مألوف بالنسبة له، كمن يسمع صوتًا على التليفون لأول مرة.·
2. اتخاذ القرار مُسبقًا ثم الذهاب لكي نسأل الرب. فهناك فارق بين شخص يخطط لنفسه ويرسم الخطة وبعد ذلك يذهب ليصلي، وكأنه يطلب المصادقة الإلهية على ما فعله وقرره، مثلما فعل يعقوب وهو يواجه عيسو (تكوين32)، وبين شخص آخر يتلمس فكر الرب باحثًا عن مشيئته، وقد تجرد من إرادته الجسدية. إنه يردد كلمات الترنيمة:
سيدي ماذا تريد اهدني حيث تريد
إنني لست أريد غير فعل ما تريد
3. «سر الرب لخائفيه» (مزمور25: 14). ولكن إذا لم نعش في تقوى الله ومخافته ونعمل رضاه في الحياة الخاصة والعامة، فمن الصعب أن نفهم ما يريد أن يقوله لنا، وأن نُميِّز صوته.
4. الإصرار على فعل الإرادة الذاتية. في كثير من الأحيان يرى الرب فينا إصرارًا عنيدًا على فعل ما نريد بحسب استحساننا البشري ورغبتنا الطبيعية. وإذا لم يتوفر الخضوع والاستعداد لقبول فكر الرب، حتى لو كان ذلك معاكسًا لإرادتنا، فإنه من الصعب أن يعلن لنا الرب فِكره. فما قيمة ذلك إذا كنا لا ننوي أن نطيع؟ هذا ما فعله إسرائيل قديمًا عندما ذهبوا ليحاربوا بنيامين (قضاة20). وهذا يحدث إذا أصرَّ شاب على الارتباط بفتاة معينة لأنها حسنت في عينيه، ولم يكن ذلك بحسب مشيئة الله. فالإرادة المكسورة والطاعة مطلب أساسي لكي يعلن الرب فكره.
5. الهروب من محضر الرب وعدم القدرة على الانتظار. فالجسد الذي فينا يتميّز بالقلق، وأصعب شيء عليه هو انتظار الرب. والأسهل أن الشخص يتصرف بدلاً من أن يصلي وينتظر. لقد سأل إسرائيل بعد هزيمتهم أمام الفلسطينيين قائلين: «لماذا كسرنا اليوم الرب»؟ وبالأسف لم ينتظروا إجابة الرب بل أخذوا التابوت إلى ساحة الحرب (1صموئيل4). إننا نحتاج أن نردد كلمات الترنيمة:
علمني انتظرك يا رب عرفني رؤيتك للدرب
6. إحزان الروح القدس. وهذا يحدث نتيجة الخطية بالفكر أو القول أو العمل أو العاطفة، والأمر يحتاج إلى الاعتراف والتوبة. فكيف يمكن للروح القدس أن يقود شخصًا ويرشده بطريقة صحيحة وهو محزون وغير مُقدَّر منه.
7. التأثر بالمجتمع المحيط بنا في عاداته وتقاليده ومبادئه العالمية. نحن من الله والعالم قد وُضع في الشرير. ويجب أن تحكمنا مبادئ الله المعلَنة في كلمته وأن نكون مختلفين. ومن العار أن نقتدي بالعالم في اختياراته وقراراته وإذا حدث فمن الصعوبة أن نفهم فكر الرب[/size][/color]