[size=24][b]طبيعة الله الالهية غير قابلة للموت ...لذلك كان لابد من التجسد الالهى ، وهنا اتحد بطبيعة بشرية قابلة للموت ،وهذه الطبيعة البشرية هى التى ماتت على الصليب....كيف؟؟
لقد انفصلت فيها الروح الانسانية عن الجسد ،ولكن اللاهوت ظل متحداً بالروح ومتحداً بالجسد وهو حى لا يموت .ولأننا لا نفصل بين الطبيعتين نسب الموت الى المسيح كله .
فالانسان مثلاً يأكل ويشرب .الجسد هو الذى يأكل وليس الروح والجسد هو الذى يشرب وليس الروح ، ومع ذلك نقول ان الانسان هو الذى أكل وشرب ،ولا تقول بالتحديد ان جسد الانسان هو الذى أكل .
كذلك فى الموت ،روح الانسان لا تموت ، بل تبقى حيه بعد الموت ، ولكن الجسد هو الذى يموت بأنفصاله عن الروح . ولا نقول ان جسد الانسان وحده قد مات ، بل نقول ان الانسان قد مات ،بأنفصال روحه عن جسده.اذن الطبيعة البشرية المتحدة بالالهية ،هى التى ماتت . ولكن طبيعة الله لا تموت .لأن اللاهوت حى بطبيعته لا يموت .كما انه شاء لناسوته أن يموت كذبيحة محرقة سرور للآب وأيضاً لفداء العالم.
+ لم يكن موته ضعفاً ،وانما حباً وبذلاً كما يقول الكتاب :ليس لاحد حب أعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه...يوحنا 15 : 13
+السيد المسيح تقدم الى الموت بأختياره ،فهو الذى بذل ذاته لكى يفدى البشرية من حكم الموت ، وما أعظم قوله على هذا : (أنا اضع ذاتى لآخذها أيضاً ليس احد يأخذها منى بل اضعها انا من ذاتى .لى سلطان ان اضعها ولى سلطان ان اخذها ايضا )يو 10 :17 -18
+أما عن ضعف الانسان العادى فهو :
1- انه يموت على الرغم منه ،وليس له سلطان ان يهرب من الموت .أما المسيح فقد بذل ذاته دون ان يأخذها أحد منه.
2- الانسان العادى اذا مات ليس فى امكانه ان يقوم ،الا اذا اقامه الله ،أما المسيح فقام من ذاته وقال عن روحه (ولى سلطان ان اضعها ولى سلطان ان اخذها ايضا يو 10:18)
وهذا كلام يقال من مركز القوة ، وليس من مركز الضعف ومن دلائل قوة المسيح فى موته :
+فى صلبه وموته "اذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل ،والارض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين" حتى ان قائد المائه الذى كان يحرسه خاف بسبب هذه المعجزة هو وجنوده وقال :حقاً كان هذا ابن الله ...مت 27 :51
فى موته كان يعمل ليفتح الفردوس وأدخل فيه ادم وباقى الابرار واللص اليمين .......
"الذى ابطل الموت"2تى1: 10
وصبح الموت :هو مجرد قنطرة يصل بها الناس الى الحياه الافضل ..واما السؤال من كان يدير الكون اذن اثناء موته ؟
الجواب : كان لاهوته يدير الكون ، فاللاهوت الذى لا يموت والذى لم يتأثر اطلاقاً بموت الجسد . الموجود فى كل مكان هو الذى كان يدير الكون .لهذا قال المسيح عن نفسه : "ليس احد نزل من السماء الا الذى صعد الى السماء ، ابن الانسان الذى هو فى السماء "يو 3 :13
نزل الى الارض ،وسوف يصعد الى السماء ، وهو كائن فى السماء فى نفس الوقت ،لسبب بسيط ان اللاهوت قادر على كل شىء ولا يخلو منه مكان ، لا فى السماء ولا على الارض .هو بناسوته على الارض ولكن بلاهوته فى كل مكان فى السماء وعلى الارض
مأخوذ من كتاب اسئلة حول الايمان المسيحى اعداد القس انطونيوس يونان ومراجعه الانبا موسى اسقف الشباب[/size][/b]