منتدى سماء الروح
أهلا وسهلا بيك في منتدانا سماء الروح
سلام يسوع معك..نتمنى لك وقتًا مباركًا معنا ..ويسرنا أنضمامك
معنا قي أسرة يسوع المسيح ، ونكون يدًا واحدةً لمجد الله...بشفاعة العذراء
مريم وجميع مصاف القديسين....أمين

صلوا من أجلي......مايكل وليم
منتدى سماء الروح
أهلا وسهلا بيك في منتدانا سماء الروح
سلام يسوع معك..نتمنى لك وقتًا مباركًا معنا ..ويسرنا أنضمامك
معنا قي أسرة يسوع المسيح ، ونكون يدًا واحدةً لمجد الله...بشفاعة العذراء
مريم وجميع مصاف القديسين....أمين

صلوا من أجلي......مايكل وليم
منتدى سماء الروح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع مسيحي قبطي كاثوليكي متميز يحمل موضوعات هامة في مجالات متعددة...إدارة/ مايكل وليم
 
الرئيسيةاهم الموضوعاتأحدث الصورالتسجيلدخول
أخي الزائر/ العضو....لا تنسى أن محبة الله لك أقوى من ضعف أو أي خطيئة ، لذلك فلا تنظر إلى خطاياك وضعفك بل أنظر دائما ليسوع ، لأن النظر ليسوع يرفع فوق الضعف والخطيئة ويمنح القوة والنعمة والبركة . لذلك فليكن النظر الدائم ليسوع هو شعار حياتنا ، لنتحد دائمًا به ونثبت فيه ونكون بالحقيقة تلاميذه لا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق والمحبة العملية والخدمة الصادقة المجانية والصلاة الملتهبة بأشواق محبة الله واللقاء المستمر مع يسوع في الإفخارستيا...
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» كيفية تجنب الأعتذارات والتعلل عن الخطية
الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى) Icon_minitimeالسبت يونيو 09, 2012 7:41 am من طرف المدير العام

» الخطية والرجوع الى الله
الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى) Icon_minitimeالسبت يونيو 09, 2012 7:39 am من طرف المدير العام

» العذراء فى القداس
الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى) Icon_minitimeالخميس أبريل 19, 2012 4:08 am من طرف Abanob Youseef

» سيرة المعلم بولس الرسول
الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى) Icon_minitimeالخميس أبريل 19, 2012 4:04 am من طرف Abanob Youseef

» لعبة السيارة المدمرة
الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى) Icon_minitimeالخميس أبريل 19, 2012 3:58 am من طرف Abanob Youseef

» حوار مع الله
الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى) Icon_minitimeالجمعة فبراير 10, 2012 7:38 pm من طرف Abanob Youseef

» اليوم الروحى الناجح للشباب
الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى) Icon_minitimeالجمعة فبراير 10, 2012 6:42 pm من طرف Abanob Youseef

» تعالوا نشوف ما كتب عن عظمة العذراء مريم
الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى) Icon_minitimeالجمعة فبراير 10, 2012 7:13 am من طرف المدير العام

» المسبحة الوردية
الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى) Icon_minitimeالثلاثاء يناير 24, 2012 8:06 am من طرف sausan


 

 الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
Admin
Admin
المدير العام


عدد الرسائل : 965
العمر : 38
المزاج : نشكر الله
نقاط : 1644
تاريخ التسجيل : 10/03/2009

الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى) Empty
مُساهمةموضوع: الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى)   الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى) Icon_minitimeالجمعة مايو 15, 2009 1:09 pm

[size=24][size=18]الصمت بين المسيحيّة والبوذيّة

[url=https://servimg.com/view/13665374/60][img]https://i.servimg.com/u/f86/13/66/53/74/thumb10.jpg[/img][/url]

يا له من اختلاف



الأب سامي حلاق اليسوعي

مقدّمة

«إنّ الأشخاص الّذين يتغذّون روحيّاً من تقاليد دينيّة مختلفة في العالم، لا يستطيعون أن يلتقوا حقّاً إلاّ في الصمت.» هذا ما يحاول بعض الّذين اختبروا الصمت أن ينشروه بين الناس. لكنّ هذا الرأي يؤكد أمراً واحداً وحيداً، وهو أنّ أدياناً كثيرة تُعير الصمت اهتماماً شديداً. فقد لاحظ كثير من المؤمنين الملتزمين بالحوار بين الأديان أنّ أبناء الديانات المختلفة، يزيدون الفوارق بينهم وبين أبناء الديانات الأخرى حين يتكلمون على خبراتهم الروحيّة بدل أن يخلقوا نوعاً من الاتّفاق. واستنتج بعضهم أنّ ما يثير سوء الفهم والصراعات بينهم هو الخطاب حول الخبرة الروحيّة وعقلنة ما لا ينتمي إلى المفاهيم العقليّة.

انطلاقاً من هذا التحليل، كلّما بذلَ الناس جهداً ليعبّروا عن السرّ الذي يُحيّهم، زالت إمكانيّة اللقاء العميق بينهم. لذلك لجأ المؤمنون الّذين يشتاقون إلى اختبار ما يوحّدهم في العمق إلى الصمت. وأصبحت وساطة الصمت مكاناً مفضّلاً بين المسيحيين ومؤمني الديانات الآسيوية (بوذيّة، هندوسيّة، شنتويّة ...)، حتى وإن كانت آراؤهم في العالم وفي الحياة البشريّة وفي التاريخ وفي مكانة الشخص البشري ... مختلفة تماماً. وفي كثيرٍ من الأحيان، لا يرى الّذين يختبرون الصمت العميق والشراكة الّتي فيه فائدة العودة إلى النقاشات حول ما يؤمنون به أو يختبرونه، إذ تبدو هذه النقاشات غالباً عديمة الثمر ومصدراً للصراع.

نحن نقبل أنّ الصمت يعبّر عن شيءٍ أساسيٍّ في الخبرة الروحيّة لكلّ واحدٍ، وإنّ الطرائق التي نتكلّم بها على هذه الخبرة، تعبِّر غالباً عمّا يفرِّقنا أكثر مما تعبِّر عمّا يوحّدنا. لكنّنا نريد لفت الانتباه إلى أنّ كلمة «صمت» لا تعني الشيء نفسه لدى الجميع. فهناك أنواع عديدة من الصمت. وكلّ نوع يمسّ فئة من الناس دون أخرى، ويعبِّر عن الاختلافات في خبرة الإنسان الروحيّة. فبعض أنواع الصمت مشترك بين الجميع، حتى وإن عاشه المؤمنون الّذين يسيرون في الطرق الروحيّة المختلفة بأساليب مختلفة. وبعضها الآخر يعكس خبرات فريدة لهذا الطريق الروحي أو ذاك. وسنقتصر في حديثنا هنا على خبرة المسيحيّة والبوذيّة للصمت، وسنرى كيف أنّ الإعلان بأنّ مؤمني مختلف الديانات يلتقون بشكل طبيعيّ تقريباً في «الصمت» ليس أمراً بديهياً أو حقيقة عامّة كما يبدو للوهلة الأولى. كما سنرى أنّ الاعتراف بالفوارق بين أنواع الصمت يساعدنا على التقدم معاً «رفاقاً في الطريق» نحو ملء الوجود .

ولما كان هذا الموضوع واسعاً، سننهج منهجيّة تشبه منهجيّة معلِّم الزِّن. فاللوحات الّتي يرسمها معلِّمو هذا التقليد رائعة. إنّهم يستطيعون ببضع ضرباتٍ من فرشاة التلوين أن يُظهروا مناظر رائعة. والمساحات الفارغة في هذه اللوحات تساعد في غالب الأحيان على تقدير قيمة اللوحة بمُجملها. لذلك سنضرب في هذا المقال بعض الضربات بالفرشاة آملين منها، ومن المساحات الفارغة الّتي تتركها بالضرورة، أن تساعد القارئ كي يكتشف كيف أنّ الصمت متعدِّد.

القاعدة الذهبية

تبرز ضربة الفرشاة الأولى القاعدة الذهبيّة لكلّ حوار، وطريقة تطبيق هذه القاعدة على التفسيرات الّتي نعطيها لمعنى الصمت في مختلف الديانات. القاعدة سهلة الصياغة حتّى وإن كانت صعبة التطبيق أحياناً: إنّ مفتاح فهم معنى كلّ تعبير يستخدمه تقليد دينيّ ليتكلّم على أهمّ ما فيه موجود دائماً داخل هذا التقليد. لذلك لا نفتّش لدى البوذييّن عن مفتاحٍ يشرح ما هي المحبّة المسيحية. وما من شيءٍ في المنطق الداخليّ للمسيحيّة يسمح لنا بفهم معنى الشفقة في البوذيّة. فالمحبّة بالنسبة إلى المسيحيّ هي فضيلة إلهيّة. بينما تُشرح المحبة في البوذيّة بدون الله (أي بدون الكائن المطلق، الإله المحبّ الّذي يقيم علاقة مع الإنسان). بالإضافة إلى ذلك، حين نتكلّم على المحبّة في الإطار المسيحيّ، نتكلّم دوماً على كرامة كلّ شخص، ولا يمكننا فصل هذه الكرامة عن القناعة بأنّ كلّ شخص مخلوق على صورة الله. بينما هذه الفكرة غريبة كلّ الغرابة عن المنطق البوذيّ. وكذلك فإنّ الشفقة البوذيّة تُفهم بعيداً عن أيّة مرجعية مسيحيّة. فالشفقة انعكاسٌ للحكمة الّتي يستطيع الإنسان بفضلها أن يرى بوضوح أنّ جميع الكائنات الحيّة في الكون (بشر وحيوانات) ترتبط بعضها ببعض. فحين يتألم أيّ كائنٍ تتألم جميع كائنات الأرض. وإذا وُلِد طفل في الشقاء ببلد بعيدٍ أتألم أنا. وحين أتألم يتألم العالم كله معي. انطلاقاً من هذه النظرة إلى العالم، يبدو واضحاً أنّه لا يستطيع أحدٌ أن يبقى غير مُبالٍ لأي شيءٍ على هذه الأرض. فالشفقة مفروضةٌ فرضاً وليست اختياراً، لأنّ الآخر ليس آخراً حقاً كما يبدو للوهلة الأولى.

علينا أن نلاحظ أنّ الشفقة البوذيّة والمحبّة المسيحيّة يتّم التعبير عنهما عملياً بطريقة مماثلة تماماً. فالمسيحيّون كما البوذيون يُسعفون المُتألمين. لكنَّ معنى سلوكهم والدوافع إلى مساعدة فردٍ آخر، وحتى مفهوم هذا الآخر، تختلف اختلافاً تامّاً. وهكذا، نرى كيف نخرج عن الصواب حين نعلن أنّه ما من فرقٍ بين المحبّة والشفقة. ويُقال الأمر نفسه في صمت البوذيّ حين يعكف على ممارسة النظام العقليّ، وصمت المسيحيّ الذي هو جزء من صلاته أو تأمّله. فمنطق كلّ تقليدٍ دينيّ هو الوحيد الّذي يمكّننا من معرفة ماهيّة الاختلاف في هذين النوعين من الصمت وطبيعته، وأن نعرف أيضاً ما هو مُشترك. لذلك علينا أن نحافظ على هذه القاعدة دوماً في تفكيرنا، ونحن نكتشف تدريجيّاً مختلف أنواع الصمت الّتي تعبّر بفصاحةٍ عمّا هو في قلب المغامرة الروحيّة للإنسان.

القيام بالصمت

إنّ جميع التقاليد الدينية تقدِّر الصمت، لأنّها تعرف أنَّه من المستحيل التقدّم في الطرق الّتي تقترحها إذا كان الضجيج يغزو الشخص من جميع الاتجاهات. فضربة الفرشاة الثانية تريد فقط إبراز الجهد الّذي على كلّ واحد أن يبذله كي يدخل في الصمت. وهذا الجهد كبير، لأنّ الصمت لا يعني فقط الابتعاد عن الضجيج الّذي يحيط بنا. فحين يكون الإنسان في مكانٍ صامت، قد يَعي الضجيج الرهيب الّذي يسكن في داخله. وبالتالي، فإنّ هذا الضجيج يُبطِّئ اندفاعه الروحيّ إبطاءاً. فمَن يحتمون بالضجيج الخارجيّ يعرفون في عمق أعماقهم أنّه يمكنهم تحمّل هذا الضجيج نوعاً ما في سبيل أن يحميهم من الاتصال بالضجيج الداخليّ المخيف جداً، والّذي تصعب السيطرة عليه. فكلّ تقليد دينيّ راقٍ يقترح على الإنسان وسائل تمكنّه من إسكات هذا الضجيج الداخلي الذي يفصل الإنسان عن عمق أعماق كيانه.

إنّ أتباع مختلف الديانات يتشابهون بشكل بسيط في الجهود الّتي يبذلونها ليصلوا إلى هذا الصمت. فجميعهم يسعون إلى إسكات الضجيج الداخلي الذي يمنع الإنسان عن رؤية الأشياء كما هي حقاً (هذا التعبير مهّم في البوذيّة ويستطيع أن يستعمله كلّ إنسان يفتّش عن الحقيقة). لكنّنا إذا بقينا أوفياء للقاعدة الذهبية، علينا أن نعترف بأنّ التقاليد الدينيّة لن تتّفق لا على ما يشكّل الضجيج ولا على معنى الصمت الّذي نسعىَ وراءه ولا على فائدة هذا الصمت (هذا إذا كانت له فائدة، إذ لا تقّر بعض المدارس البوذيّة باعتبار الصمت مفيداً أو غير مفيد).

لننظر نظرة سريعة إلى بعض الأمثلة. إنّ المسيحي المؤمن يعرف تمام المعرفة أنّ الضجيج الداخلي يمنعه عن ملاحظة «النسيم الخفيف» لروح الله الحاضر والفعّال فيه وحوله. إنّه يعرف أنّ الصمت يسمح له بالإصغاء إلى هذا النسيم وباستقباله، ويساعده أيضاً كي يصغي إصغاءً أفضل إلى كلمة الله الموجّهة إليه بطريقة خفية جداً. فسواء كان الأمر يرتبط بملاحظة روح الله أو بالإصغاء إليه، يظلّ الله آخر. فالقيام بالصمت يندرج في مسيرة روحيّة ذات بنية عقلانيّة. وبحسب المنطق المسيحيّ، من لا يرى الأمر هكذا «لا يرى الأشياء على حقيقتها». والضجيج الذي يجب إسكاته هو كلّ ما يجعل الإنسان عاجزاً عن الانفتاح على من يدعوه أي الانفتاح على الآخر (الآخروية).

والصمت ضروريّ أيضاً للبوذيين. فالضجيج الذي ينبغي إسكاته يرتبط ارتباطاً شديداً بالجهل الروحي الذي يمنع الإنسان عن التقدّم في الطريق الذي يقترحه البوذا. فإذا وضعنا جانباً الاختلاف بين مدارس البوذيّة في طريقة تحليلها لهذا الجهل، يمكننا القول إنّ المسألة ترتبط بعجز الإنسان عن قبول فكرة أنّه ما من شيء له وجود حقّاً بما فيه الفرد. وأنّ كلّ شيء هو بدون جوهر وبدون ديمومة. على هذا الأساس، يتّخذ الضجيج شكل «الأفكار المترابطة» التي تملأ فكر كلّ فرد وتُزيّف نظرته إلى الواقع. وتؤثر هذه الأفكار تأثيراً بالغاً في سلوك الفرد، إذ يرى جميع الأمور ويعيشها من خلالها. والأفكار المترابطة الأكثر أذىً هي التي ترتبط بوجود الإنسان كأنا دائم ومستمر، الأنا الّذي له وجود خاصّ لا يرتبط بأيّ شكل من الأشكال بالوجودات الأخرى. فيصبح هذا الأنا مركز العالم، ويتمّ التفكير بكلّ شيء واختباره انطلاقاً من هذا الأنا، فيظهر سلوك يتمحور حول الأنا ويخلق صراعات بين الفرد والآخرين، وصراعات في داخل الفرد نفسه. فإذا استطاع الفرد أن يُصمِت هذا الضجيج الداخليّ، كي يرى نفسه كما هي ويرى الآخرين كما هم ويرى ظواهر الحياة وأحداثها كما هي، يصل حينها إلى السعادة الحقيقية. وتُختصَر هذه الأفكار كلّها في جملتين من كتاب دْهامّابادا وهو كتاب حِكَمٍ للشريعة البوذية القديمة، كما أنّه أكثر الكتب استعمالاً لدى البوذيين من جميع الطوائف والتيارات.[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://michael2011.ahlamontada.com
المدير العام
Admin
Admin
المدير العام


عدد الرسائل : 965
العمر : 38
المزاج : نشكر الله
نقاط : 1644
تاريخ التسجيل : 10/03/2009

الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى)   الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى) Icon_minitimeالجمعة مايو 15, 2009 1:11 pm

«[b][size=24]العقل هو العنصر الأوليّ في كلّ الأشياء، العقل هو السائد، كلّ شيء يأتي من العقل. فإذا تكلّم الإنسان أو تصرّف انطلاقاً من عقلٍ شرّير يتبعه الألم كما تتبع العجلة حافر الثور الذي يجّر العربة».

وهذا العقل الشرير هو فكر يغزوه الضجيج الّذي تكلّمنا عليه أعلاه. لذلك من الضروري إسكات كلّ هذا أو، إن جاز لنا التعبير، تنقية الفكر. ونجد هذا في المقطع الثاني:

«العقل هو العنصر الأوليّ في كلّ الأشياء، العقل هو السائد. كلّ شيء يتمّ من خلال العقل. فإذا تكلّم الإنسان أو تصرّف انطلاقاً من عقلٍ طاهرٍ ترافقه السعادة بالقرب الّذي يرافقه خياله الّذي لا ينفصل عنه».

ولتنقية هذا العقل، يجب القيام بالصمت الحقيقيّ كي يصل الإنسان إلى تجرّد حقيقي (وهو في حدّ ذاته نوع من الصمت) ويتّصل مع العالم الواقعي.

لنختصر هذه الأفكار: نعم للقيام بالصمت، ونعم لإسكات الضجيج الخارجيّ والداخليّ. فجميع المؤمنين من مختلف الديانات يقبلون هذه المسيرة. لكنّ أنواع الصمت المعنيّة تختلف اختلافاً شديداً الواحدة عن الأخرى، ففي المسيحيّة يختبر المؤمن الصمت ويفكّر به في إطارٍ لا ينفصل عن العلاقة الشخصية المتبادلة بين الإنسان والله. بينما لا يكون الحال هكذا في البوذيّة، حيث تُفهم جميع الأمور من دون هذا الإله الشخصي الموجود في قلب الاختبار المسيحي.

وهذا الاختلاف مهمّ أيضاً كي نفهم بشكل أفضل نمطاً آخر من الصمت، وهو الصمت الّذي نلتزم به حين نَميل إلى التكلّم على ما يفوق كلّ مفهوم: النِرفانا مثلاً، الخواء، طبيعة البوذا، عدم الثنائية، أو، بالنسبة إلى المنطق المسيحي، الله.



الصمت «أمام» ما يفوق الوصف

ضربة فرشاتنا الثالثة تحوي صعوبة شديدة. فقد وضعنا كلمة «أمام» بين قوسين لنبيّن ارتباك من يُمسك بالفرشاة. فكلمة «أمام» زائدة بالنسبة إلى كثيرين. لأنّها تتطلّب أن يكون الصامت «أمام» أو «في مواجهة» ما يفوق الوصف، مما يفترض بالضرورة أن يكون فائق الوصف هذا مختلفاً عن الواقف أمامه. فبالنسبة إلى المسيحي، يختلف الله تمام الاختلاف عن الإنسان؛ وبالتالي لا يكون التعبير متناقضاً شريطة أن يُقرَّ المسيحي بأنّ المفاهيم الّتي يستعملها ليصف هذا الآخر، والعلاقة الّتي قد يقيمها معه، هي على الدوام غير ملائمة. لأنّ المسيحيّ يعرف، أو عليه أن يعرف، أنّ الله، ولأنّه الله، لا ينحصر في أيّ مفهوم عقلانيّ جاهز. أما في البوذيّة، فكلمة «أمام» تطرح مشكلاتٍ جوهريّة. فالبوذيّ يعتبر أنّه ما من تمييز بين الطبيعة العميقة لكلّ إنسان وطبيعة البوذا (أو الخواء) أي أنّ كلّ ما ينتمي إلى الأبديّة والمطلق ليس له معنى في مستوى الحقيقة الكونيّة. ففي هذا المستوى، ليس في البوذيّة تمييز بين الأشخاص والأشياء ولا بين شخص وشخص. لذلك تتكلّم مدارس بوذيّة كثيرة في هذا الصدد على اللاثنائية. فكلّ تمييز بين الأشياء والأفراد يتم على المستوى السطحيّ والحقيقة الدنيويّة، وهذا التمييز نسبيّ وجزئيّ. وفي هذا المستوى تقع اللغة والمفاهيم والأفكار والتصوّرات الخ، الّتي تؤلّف ضجيجاً يمنع الإنسان الجاهل عن اختبار ذاته العميقة اختباراً مباشراً. ولا يمكن لكلِّ هذا ألاّ يكون له أثر في مفهوم الصمت الّذي يميّز «الطريق السلبيّ» أو طريق السموّ على الألم، وهو طريق عزيز على قلوب البوذيين كما المسيحيين.

إنّ الصفة الجذريّة للصمت الّتي تفرض نفسها على أنواع الصمت البوذي، والتي تُلّح على عدم الثنائية، موجودة مثلاً في تعاليم فيمالاكيرتي. فهذا النصّ أساسيّ عند غالبية البوذيين من أتباع تيّار العجلة الكبيرة (مهايانا). وقد ظهر هذا النوع من البوذيّة في القرن الأوّل الميلاديّ، وهو موجود في شمال آسيا (الصين، كوريا، اليابان، التيبت ...). الفصل الثامن لهذا النص وعنوانه: مدخل إلى عقيدة اللاثنائيّة، يجعلنا نغوص في نوعٍ من المناظرة بين الكائنات المستنيرة (بوذيشاتفا) المدعوّة إلى شرح ما هي اللاثنائيّة. وتصبح النقاشات شيئاً فشيئاً أكثر دقّةً وتفصيلاً مع تقدم المناظرة. وفي آخر الأمر، يقوم البوذيشاتفا مَنجوسري، وهو الذي نظّم المناظرة، ويُعتبر رمز الحكمة البوذيّة، ويعطي وصفه. فإذا قرأنا ما قاله، نعتقد أنّه وصل إلى عمق اللاثنائية:

«أيّها السادة، لقد أحسنتم الكلام. إلاّ أنّه، بحسب رأيي، كلُّ ما قلتموه يتضمّن أيضاً ثنائيّة. فالدخول في الثنائيّة هو إبعاد كلّ كلام وعدم التفوّه بشيء وعدم التعبير وعدم اللفظ وعدم التعليم وعدم الإشارة. ثم طلب مَنجوسري من فيمالاكيرتي أن يعبِّر عن موقفه. وفيمالاكيرتي ابن أسرة عريقة لكنّه ليس راهباً. والآن، بعد أن قال كلّ واحد منّا كلمته، اشرح لنا بدوركَ ما هي اللاثنائية ... فحافظ فيمالاكيرتي على الصمت. وأردف مَنجوسري مباشرة وقال: حسناً، حسناً يا ابن العائلة العريقة. هذا هو دخول الكائن المُستنير (بوذيشاتفا) في اللاثنائيّة. ففيها لا فائدة للظواهر ولا للأصوات ولا للأفكار.»

إنّ صمت فيمالاكيرتي يُسمى «صمت الرعد». ويعبِّر هذا الاسم بطريقة واضحة عن جوهر الخبرة البوذيّة. فالعبارات والأصوات والأفكار عديمة الفائدة لأنّ استعمالها يعني التمييز حيث لا مكان للتمييز. فهي تمنع الإنسان عن رؤية الأمور كما هي على مستوى الحقيقة الكونيّة بحسب الرأي البوذي.

بالنسبة إلى المسيحيّ، فإنّ تعبير «الفائق الوصف» لا يعني بالضرورة الّذي لا يمكننا أن ندركه. بل يعني أنّه سرّ يحيينا ولن نستطيع أبدا أن نكتشفه بكامله. فحين يصمت المسيحي أمام هذا السر، فلأنّه يعرف أن كل ما يمكنه أن يقوله عن هذا السر هو محدود وغير ملائم. وهذا الموقف جوهري، لأنّه يمنعنا من الضلال ومن الاعتقاد بأننا قد عرفنا أخيراً من هو الله، وبأنه لم يبق شيء يجب اكتشافه، فيُختزل الله إلى فكرة كوّنّاها عنه في لحظة من لحظات مسيرتنا الروحية. إنّ هذا الشكل من الاكتشاف له مكانته في اللاهوت المسيحيّ والتصوّف. ولكن حذارِ من التعلّق به. فالمسيحي معرّض في هذه الحالة إلى نوع آخر من الضلال وهو الاعتقاد بأنّ الصمت في مسار اكتشاف الحقيقة هو المرحلة الأخيرة في فهم سرّ الله. لأنّه في قلب هذا الصمت تتدفّق كلمة الله، وقد تدفّقت قبلاً في النصوص المقدّسة وفي يسوع المسيح. فاكتشاف الحقيقة لدى المسيحيّ لا ينفصل عن الطريق الايجابي الّذي نسمّيه الطريق التعلّمي.



صمت البرية وما يعاكسه

ويمكننا إضافة ضربة فرشاة إضافية إلى هذه اللوحة بعد أن قلنا ما هو أساسي. فهناك صمت البرّيّة. إنّه يتكلّم على ألم اختبار المسافة بين الذات ومن نحبه. ويتمّ التعبير غالباً عن هذه المسافة على أنّها غياب. لكنّ المنطق المسيحيّ لا يقبل أن يكون الله غائباً عن الإنسان، لأنّ وجود الإنسان متعلِّق بحضور الله.



هل يوجد هذا الصمت في البوذيّة؟

لا شكّ في أنّ اليقظة البوذيّة تبدو وكأنّها شبيهة بهذا الصمت. لكنّ هذه اليقظة ليست اختبار حضورٍ لآخر نحبّه، بل هي اختبار يسمح للإنسان «بأن يرى الأشياء على حقيقتها». وهذا لا يسمح بوجود فكرة أنّ الإنسان مدعوّ إلى العيش في الشراكة مع إلهٍ يختلف تمام الاختلاف.

وفي المسيحية أيضاً اختبار للشراكة مع الله. ومن شدّة هذا الاختبار، لا حاجة لأيّة كلمة من أجل التعبير عنه. وهنا أيضاً يندرج هذا الصمت في إطارٍ من العلاقات يتطلّب لقاءً بين حريّتين لا يمكن إلغاء أية منهما: حريّة الله وحريّة الإنسان. ويستطيع البوذي أيضاً أن يختبر الشراكة، لكنَّ هذه الشراكة هي على مستوى الحقيقة النسبيّة أو الدنيوية. وفي هذا المستوى يكون للآخر معنى. فالبوذي يمارس فيه الشفقة لكنّه يصعب علينا أن نجعل هذه الشراكة على مستوى الحقيقة الكونيّة حيث لا يمكن أن يكون هناك اثنان (اللاثنائيّة) وحيث يَفرض الصمت نفسه. ففي هذا الإطار، تأخذ كلمة شراكة معنىً آخر يختلف تمام الاختلاف.



خاتمة

لقد أردنا مما قلناه إظهار لا منطقيّة التأكيد على أنّ مؤمني التقاليد الدينيّة المتنوّعة في العالم يلتقون في الصمت، مما يؤدي إلى الاعتقاد بأنّ المفاهيم والعقائد والتعابير والكلمات الخ... هي التي تفرِّق بينهم. وقد رأينا أنّ هؤلاء المؤمنين لا يلتقون حقّاً في الصمت، لأنّه ما من شيء أكثر كلاماً من الصمت ... ولأنّ هذا الصمت في الحقيقة أنواع، ويجب الكلام عليه بصيغة الجمع. فإذا كان المؤمنون لا يستطيعون أن يلتقوا حقّاً في الصمت، ففيه يستطيعون أن يتكلّموا بطريقة عميقة. إنّه مكان رائع للحوار، شريطة أن يُصغي كلّ واحد إلى صمت الآخرين ويتساءل حوله ويجعل صمته يعبِّر عن ذاته. بهذه الديناميكيّة يتفادى الجميع فخّ السقوط في الاعتقاد بأنّ الصمت، صمت كلّ واحد، هو الكلمة الأخيرة عن النهائي أو عن الله.

عن موقع جمعية حلب للتعليم المسيحي[/size][/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://michael2011.ahlamontada.com
 
الصمت بين المسيحية والبوذية(لاهوت ادبى)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى سماء الروح :: ابحاث ودراسات منوعه-
انتقل الى: