[size=24]يعمل الله من خلال شعبه لإنجاز مهام تبدو مستحيلة . وكثيراً ما يشكل الله بعض الأشخاص من خلال صفات شخصية وخبرات ، وتدريب ليُعدهم لغرضه . وعادة لا يكون لدى الشخص أي فكرة عما أعده الله له . فلقد أعد الله نحميا ووضعه في مركزه ليستخدمه في إنجاز إحدى المهام المستحيلة في الكتاب المقدس .
كان نحميا رجلاً عادياً في موقع فريد ، كان آمناً وناجحاً باعتباره ساقياً لأرتحششتا ملك فارس. لم تكن له إلا سلطة ضئيلة ، ولكن كان له نفوذ قوي ، فكان الملك يثق فيه. كما كان رجل الله أيضاً ، يهتم بمصير أورشليم .
وقبل ذلك بنحو تسعين سنة ، قام زربابل بإعادة بناء الهيكل، وقد مضت عشر سنوات منذ عودة عزرا إلى أورشليم، وساعد الشعب في حاجاتهم الروحية . وجاء وقت الحاجة إلى نحمي ا، فقد ظل سور أورشليم منهدماً . وقد كسرت الأخبار قلبه .
وعندما تحدث إلى الله ، بدأت تتشكل خطة في فكره عن دوره في إعادة بناء أسوار المدينة ، فترك مختاراً ما كان يتمتع به من أمن في بيته ، وفي عمله في فارس، ليسير وراء الله في مهمة " مستحيلة ". وما تلا ذلك فهو تاريخ .
ومن البداية إلي النهاية، صلى نحميا ملتمساً معونة الله. لم يتردد إطلاقاً في أن يطلب من الله أن يذكره ، خاتماً تاريخه الذاتي بهذه الكلمات : " فاذكرني يا إلهي بالخير " (13: 31). وطوال عمله أبدى نحميا قدرة فذة على القيادة، فقد تمت إعادة بناء السور في مدة قياسية رغم كل المقاومات ، حتى إن أعداء بني إسرائيل اضطروا للاعتراف ، في غيظ وخوف ، بأن الله كان مع أولئك البنائين .
وليس ذلك فقط ، بل عمل الله من خلال نحميا لإحداث نهضة روحية بين شعب يهوذا .
وقد لا تكون لك قدرات نحميا الفريدة ، أو قد تشعر أنك في موقع لا تستطيع فيه أن تعمل شيئاً لله ، لكن إليك طريقين تستطيع بهما أن تكون نافعاً لله :
أولاً ، كن متحدثاً إلى الله ، رحب به في أفكارك ، وشاركه في ذاتك ، في اهتماماتك، ومشاعرك ، وأحلامك .
ثانياً ، كن سائراً مع الله ، وحول كل ما تتعلمه من كلمته إلى عمل ، فقد يكون لدى الله عمل " مستحيل " يريد إنجازه من خلالك .
[/center][/size]