[b][size=24]الحق الحق أقـول لكم: إن مَـن يسمع كلامي ويـؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة. الحق الحق أقول لكم: إنه تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يَحْيَوْن. لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته، وأعطاه سلطاناً أن يدين أيضاً، لأنه ابن الإنسان.» (يو 24:5ــ27)
يتابع المسيح شهادته عن نفسه ويُعطينا أسلوباً جديداً يُحدِّد علاقة الإنسان بالله:
ففي العهد القديم، كانت العلاقة بين الله والإنسان يُحدِّدها ويدينها الناموس، ولما لم يستطع الإنسان أن يعيش بالناموس صار تحت الدينونة والحُكْم بالموت.
أما في العهد الجديد، فإن علاقتنا بالله الآب صارت خلال يسوع المسيح الذي أخذ خطيتنا في جسده، وأخذ معها حكم الدينونة بالموت حسب الناموس، وبهذا مات من أجل الإنسان، وأعتق الإنسان من حُكْم الموت الذي كان عليه وأعطاه حياة أبدية.
فالذي يعنيه المسيح من قوله: «مَن يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة»؛ هو أن الذي يؤمن به تسقط عنه الدينونة، وقد انتقل من الموت (الذي يستحقه بعدم طاعته للناموس) إلى الحياة الأبدية (التي وُهبت له بالمسيح).
”تأتي ساعة وهي الآن، حين يسمع الأموات صوت ابن الله، والسامعون يَحْيَوْن“
واضح هنا أنه يعني بالأموات: أموات الخطية، حتى وإن كانوا أحياء بالجسد في العالم، ولهؤلاء يُنادي ابن الله بالحياة إذا آمنوا به، فهو يعطيهم الحياة الأبدية وله سلطان أن يعطيهم الحياة، لأنه هو المحيي، بل هو الحياة الأبدية ذاتها.
والسؤال الآن لنا نحن: ما هو موقفنا من هذه الكلمات؟
نحن الذين قد صار لنا الإيمان بالوراثة عن أبوين مؤمنين، ثم أخذنا التبنِّي بالمعمودية ونحن أطفال، هل سقطت عنا الدينونة ونلنا الحياة الأبدية كمؤمنين؟
ويجيب على هذا السؤال القديس بولس الرسول فيقول: «إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح» (رو 1:. فقد استوجب على المؤمنين لكي ينالوا الحياة الأبدية التي وُهبت لهم بالمسيح، أن يسلكوا حسب الروح. والذي يتابع كلمات المسيح في الآيات التالية من الأصحاح الخامس يتضح له ذلك جليًّا[/size][/b]