[size=18]منذ صدور ديوانه الأول ( قالت لي السمراء ) وكان طالباً
حقوق القاهره عام 1944 ؛ وعبر تاريخه الشعري الذي قارب نصف قرن من
الزمان وهو لا يخطو ‘إلاّ علي شوك ولا ينقل قدماه إلا بين الألغام .
هوجم بشراسه منذ ديوانه الأول وكان لحمه – علي حد تعبيره في سيرته
الذاتيه ( قصتي مع الشعر ) – يومئذٍ طرياً ؛ وكانت سكاكينهم حاده ... ومنذ
ذلك التاريخ : ( بدأت حفله الرجم ) . ولم يبعد يديه عن الصلصال الساخن بل
غسلهما حتي المرفقين .... وعرف قطاره الشعري محطات صاخبه :
( خبز وحشيش وقمر ) في وجه شرق الخمسينات الغائب في البخور
والتكايا ... ( هوامش علي دفاترالنكسه ) مع نهايه الستينات وانكسار الحلم ...
ثم توالت القصائد الحزيرانيه المريره ... التي نقلت
همومه من :" شاعر يكتب الحب والحنين "" لشاعر يحفر بالسكين "
.... إحترف الوقوف في وجه الشرعيه ... فخرج بعالم المرأة الداخلي إلي رصيف
الشارع العربي ... وأتي بالوطن علي طاوله التشريح .. وطاب له أن يسكن بين
انياب التنين ..وكان هذا المكان علي حد تعبيره " مكاني الطبيعي ... إذ لا يوجد
شعر حقيقي خارج التحدي والمغامره ..."
قال عنه ناقد يوماً ما ...( لو سقطت هذه الأبيات في الطريق ؛ وليس عليها أي
توقيع وعثر بها قاريء ما ... فسيذهب بها إليه ... وإليه وحده ..."
وكانت شهاده التفرد والخصوصيه لشاعرنا الكبير نزار قباني ...
***************************************
** حاورته الدكتورة الشاعره الكويتيه سعاد الصباح ... وكانت شاعرة في
مواجهه شاعر ... وامرأة تتناوب جذب الخيوط الحريريه القاطعه مع شاعر
المرأة ... وكان هذا الحوار وجهاً لوجه ....
** كل المؤشرات تدل علي أن الشعر ، هو في طريقه إلي الإنقراض ،
ماذا في تصورك سيحدث إذا انتهي الشعر في العالم ؟؟
* اكيد أن العالم سوف ينتهي بانتهاء الشعر.
** وإذا انتهت المرأة ، كيف تتصور شكل الكوكب ؟
* سيكون الخراب أكبر ... ولن يكون هناك كوكبٌ قابل للسكني بدونها ...
إذا لم تكن هناك امرأة ... فلن يكون هناك شيء .. لا شمس ولا قمر ولا
محيطات ولا غابات وانما كوكب منطفيء معتم ، وأرض مالحه وبيئه ملوثه ،
مستودع كبير لرمي النفايات .
** ألهذا الحدّ تؤمن بالمرأة ؟؟
لو فقدت إيماني بالمرأة سأفقد إيماني بنفسي . لأنني ولدتُ منها كما هي
ولدت مني ... فانا وهي أساس السلالات الأولي . فإذا انفصلت عنها فسوف
تتوقف حركه الكواكب وحركه البحر وحركه المدّ والجزر ... وحركه الثقافات
والحضارات كلها
**هل المرأة ضروريه في صناعه القصيده ؟
* المرأة هي المادة الأساسيه في صناعتها . وإذا غابت المرأة عن القصيدة
فسوف تتحول إلي معادله حسابيه أو تقرير طبي أو بيان إنتخابي ،
أو تعليق سياسي في جريده يوميه
** وهل كل النساء مصدر من مصادر الشعر ؟
* طبعا لا .
فثمه نساء يحملن معهن الصداع كما أن ثمه نساء ينقلنك إلي
مقاصير الجنه وثمه نساء ينقلنك إلي مستشفي الأمراض العصبيه .
من هي المرأة - الشعر اذن ؟
* هي التي إذا لمست يدي يتكهرب الكون وتزداد سرعه الكره الأرضيه ،
ويتحول تراب الارض إلي ذهب .
المرأة – الشعر لا تأتي بسهوله ، ولا ندري متي تأتي ومن أين تأتي ، ولكنها إذا جاءت قلبت قوانين الطبيعه ،
وغيرت أسماء الأيام والشهور وجعلت الثلج يسقط
في شهر تموز وسنابل القمح تخرج من حقيبه الشتاء ،
والشمس تشرق من عيني حبيبتي .
"" الحب : طموح المعرفه ""
** كتبت ألوف الصفحات عن الحب . ألا تعتقد أنك قلت كل شيء ...
وأكتشفت كل شيء؟
* علي العكس ، فبعد كل ما كتبته عن الحب ، أشعر أنني لم أقل شيئاً ... ولم
أكتشف شيئاً . وأنا سعيد بجهلي .. فالحب مثل غابات الأمازون كلما تغلغل
الانسان فيها ضاع ، الحب ليس طبق فاكهة نأكله ونشبع ...
ولا هو جريدة يوميه نقرؤها ثم نرميها . ولا هو فيلم سينمائي نراه وينتهي الأمر .
الحب هو طموح نحو المعرفه ، والاكتشاف والتنبؤ ، إنه ماده الاشتعال ، وسفر
بلا انتهاء ... وطرح مستمر للاسئله .؛ نحن حين نحب فإننا نخلق الشخص
الآخر الذي نحبّه كما هو يخلقنا ، وإذا كان الحب كبيراً وحقيقياً فإن عمليه
الخلق هذه لا تنتهي . اي أن الحب يتحول بين العاشقين إلي نوع من الإبداع .
إنني بعد خمسين عاماً من الكتابه عن الحب لا اشعر ابداً أنني استهلكت
الماده السحريه المشعّه التي أشتغل عليها ... فما دام حبي يتجدد ويتغير وبغير
اشكال ، وافكاره وحواره كل يوم فانه لم يدخل منطقه الكسوف .. ومادام الآخر
الذي نحبّه لا يتوقف عن إحداث الدهشه والمفاجأة لنا ... فان الحب سيظل
مشتعلاً ومتفجراً ونضيراً وغير قابل لمرور الزمن .... المهم أن يبقي الحب دائماً
مصدراً من مصادر ( الدهشه ) وألا يتحول مع الايام إلي روتين وعاده يوميه .
** كتبت ذات يوم تقول : ( إنك أسست امبراطوريه شعريه أكثر
مواطنيها من النساء ...) [/color[/color][/color]][/color]هل النساء هن قارئاتك الوحيدات ؟
* لا ... النساء لسن قارئاتي الوحيدات ولكنهن افضل قرائي وأجمل قرائي ..
واكثرهم حساسيه ...[/size]