[b][size=24]فيكون للذليل رجاءٌ وتسُدُّ الخطية فاها ( أي 5: 16 )
«إن كل مَن يعمل الخطية هو عبدٌ للخطية» ( يو 8: 32 )، والعبد هنا هو عبد لأمر مُذل، إذًا فهو ذليل، أذلته الخطية مثلما أذلت قويًا في زمانه هو شمشون ( قض 16: 19 ). والخطية طالما «طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء» ( أم 7: 26 ).
إن البشر مختلفون في كل شيء على مرّ العصور: في الثقافة أو اللغة، في الجنس أو الدين، في الحياة أو الثروة، في العلم أو العمل. في كل شيء هم مُتباينون إلا في أمر واحد اتفق فيه الجميع: أنهم أخطأوا وأعوزهم مجد الله!! ( رو 3: 22 ، 23)؛ أي أن الواقع، والذي نراه بعيوننا فعلاً أن الخطية جعلت الجميع عبيدًا لها أذلاء! نعم، الجميع أذلاء! يا للكارثة!
لكن اسمع ما يقوله الوحي المقدس هنا، بلسان أحد أصحاب أيوب، في واحد من أقدم أسفار الكتاب المقدس: «فيكون للذليل رجاءٌ»! يا للروعة! يا للخبر السار!! «فيكون للذليل رجاء وتَسد الخطية فاها»! يا للعجب! ويا للعظمة! بل يا لله! تبارك اسمه إلى الأبد!
وفي العهد الجديد أتى المسيح، لا ليعلن لنا أخبارًا سارة (الإنجيل)، فهذا فعله الرسل والخدام ولا يزالوا يفعلونه، لكنه أتى ليكون هناك إنجيل؛ بُشرى سارة حقيقية. فبموت المسيح كفارة عن خطايانا، وبديلاً ونائبًا عنا، كالوسيط الوحيد، والمُصالح الفريد بيننا وبين الله، صار للذليل رجاء، وأمكن أن تسد الخطية فاها. أخذ العدل مجراه، وأُبطل للعدو شكواه، واندفق نهر النعمة في مسَاره يأخذ في طريقه الكل دون تفرقة.
وفي رسالة رومية، حيث نقرأ عن إنجيل الله ( رو 1: 1 )، تَرِد كلمة «لا فرق» مرتين بخصوص البشر المختلفين في كل شيء عدا هذين الأمرين.
في رومية3: 22 لا فرق إذ الجميع أخطأوا ..
وفي رومية10: 12 لا فرق بين يهودي أو أممي إذ الجميع اتجهت إليهم نعمة الله!
عزيزي .. يا مَن أنت بالطبيعة واحد من الأذلاء للخطية: أبشِر! للذليل رجاء! تعال إلى المسيح الآن، بالتوبة وبالإيمان، تنال منه الغفران، وتحظى في ظله بالأمان. وكما اشتركت مع الجميع في ذل الخطية، ليتك تشترك مع الكثيرين الذين نالوا فيض النعمة وعطية البر.[/size][/b]