هل صحيح أننا أصبحنا في زمن تطغى فيه الماديات على كل القيم الاجتماعية في الحياة؟ سؤال أصبح مطروحا بحدة بين شباب اليوم
الذي لم يعد نضجه الفكري أو ثقافته تمنعه من التفكيرفي المصلحة المادية وجعلها فوق كل الاعتبارات الأخلاقية الأخرى. ويطرح السؤال بحدة أكبر حين تجتاح شباب اليوم الرغبة في الزواج والبحث عن شريك أو شريكة العمر. فالطرفين يواجهان معضلة كم مع الآخر من أموال، وكأن الحياة كلها تتوقف على الرصيد المالي المتواجد في جيب الآخر. كل المجتمعات تعيش على نفس الهاجس سواء الغنية أو الفقيرة. وكل الشباب يريد اختصار الطريق بالزواج من ثري أو ثرية. لم يعد المظهر يهم و لا حتى الوظيفة مهما كان راتبها مهما، بقدر ما يهم الرصيد من الممتلكات التي يتوفر عليها، أي كم هو ثري أو أن طريقه إلى الثراء واضح ومحدد. لم تعد الشابة وحدها تبحث عن زوج له شقة وسيارة ووظيفة لا تقل عن إطار خارج السلاليم المتعارف عليها أو مدير أو رجل أعمال مضمون الدخل عن طريق ثروة جاهزة مسبقا، وفرتها له الأسرة الثرية أو اكتسبها عن طريق إرث من الوالدين أو غيرها. الشاب أيضا تبدو له الطريق طويلة وشاقة قبل أن يكون نفسه ويعتمد على إمكانياته المادية ليبني عشا زوجيا يليق بالفتاة الذي اختارها، لذا فهو إما أقل رغبة في الارتباط ، وإما يبحث عن شريكة له رصيد بنكي معين، أو على الأقل تملك شقة. وهذا الأمر لم يعد مستحيلا بالنظر إلى أن الكثير من الشابات اليوم أصبحن يستثمرن جزءا من راتبهن في شقة. وإذا كان شباب اليوم لم يعد يستعجل الزواج مقابل الاكراهات المالية التي يواجهونها، فهو لن يتوان في اختصار الطريق إذا أتيحت له الفرصة للزواج من امرأة ثرية" لا يهم سنها في هذه الحالة، و لا وسطها الاجتماعي، ولا مستواها التعليمي، بقدر ما يهم ما ستوفره على الشاب من العناء". والكلام هنا لشاب يريد تجاوز مراحل تكوين الذات ماديا والتي قد تستغرق أعواما من حياته. ويضيف" أفضل البحث عن زوجة ميسورة ماديا على أن أفكر في الهجرة لتحسين مستواي الاقتصادي" ويؤكد أنه يتكلم عن اقتناع و عن تجربة عاشها بعض من أصدقائه وكانت ناجحة عكس ما كان يتوقعه لها بعض الأقرباء والأصدقاء. وتلاحظ شابة أنه خاطئ من يعتبر أن المال لا يصنع السعادة" فدخلي مهم جدا بالنسبة لمستقبلي، لذا لابد وأن يكون شريكي في الحياة الزوجية قادر بكثير من الأريحية أن يوفر كل ما يمكن أن نحتاجه، لنا ولأبنائنا في المستقبل. وهذا ما يتأتى لو كان هذا العريس مضمون المستقبل مسبقا، وليس علينا أن ننتظر لسنوات قبل أن نكون أنفسنا". في الوقت الذي يرى البعض أنه من الصعب أن ينشأ حب حقيقي بين شاب وامرأة ثرية تكبره بسنوات لأن تجاربهما في الحياة جد متباينة. ويضيف الرجل الطيب أن "الزواج القائم على أساس الحب هو فقط الذي يستطيع أن يحقق السعادة الزوجية، أما الزواج المادي فإنه نوع من المقايضة الرخيصة التي لا ترقى إلى مستوى المثل الأخلاقية التي يجب أن تطبع مؤسسة الزواج. البعض يرون أن الزواج مسألة خصوصية جدا ولا ينبغي تعقيده بشروط مسبقة، ويؤكدون أن هذه الشروط المادية، في نظرهم طبعا، تجعل الارتباط غير عملي وغير صحي. ويقولون" الأمر ليس بكل هذه التعقيدات. خاصة وأن الظروف الاقتصادية للعصر الحالي لا تسمح بتجميع ثروة في بضع سنين. وكل زوجين وإلا عليهما أن يتحملا قروضا بنكية لعدة سنوات، فقط لامتلاك شقة"