فإن قدمت قربانك إلى المذبح، وهناك تذكَّرت أن لأخيك شيئاً عليك، فاترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب أولاً اصطلح مع أخيك ( مت 5: 23 ،24)
يوضح الرب هنا في أسلوب لا لَبس فيه، أنه لا يرضى بذبائح وتقدمات شخص في خصومة مع أخيه. وهو عين ما قاله الرب في إشعياء1: 11-15 "لماذا لي كثرة ذبائحكم، يقول الرب. اتخمت من محرقات كباش وشحم مسمناتٍ، وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أُسرُّ ... فحين تبسطون أيديكم أستر عينيَّ عنكم، وإن كثَّرتم الصلاة لا أسمع". ويوضح سبب ذلك إذ يقول: "أيديكم ملآنة دماً". أليست هذه هي ديانة قايين، الذي كان قربانه لا زال فوق المذبح، ودماء أخيه القتيل تسيل فوق الأرض! أ يقبل الرب تقدمة من شخص كهذا؟! (قارن عا5: 22-24؛ إر7: 8-10).
هذا كان في العهد القديم، لكن في نور العهد الجديد نتعلم أن "مَنْ يبغض أخاه فهو قاتل نفس" ( 1يو 3: 15 ). ويحذرنا المسيح من مجرد الغضب بلا لزوم على إخوتنا. فهل نستغرب بعد ذلك لماذا عبادتنا غير مُشبعة لقلب الله؟ ولماذا لا تُستجاب الكثير من صلواتنا ( مز 66: 18 ؛ 1يو3: 20-22)؟!
ألا تمتد كلمات المسيح هنا لتشمل العلاقة مع إخوتنا في الاجتماع ( 1تي 2: 8 )؟ هل يقبل الرب عبادة شخص في خصومة مع أخ؟ ثم ألا تمتد كلمات المسيح هنا لتشمل العلاقات الزوجية أيضاً؟ أليس روح الشجار والخصام في البيت بين الزوج وزوجته تعيق صلواتنا ( 1بط 3: 7 ). لنتذكر أن الرب هنا يحذرنا من أن يكون لأخينا شيء علينا.
لاحظ أن الرب يفترض هنا أن الشخص قد أحضر قربانه ووصل به فعلاً إلى المذبح. ثم فجأة تذكَّر أن لأخيه شيئاً عليه. فهل يقدمه؟ أيشفع هذا القربان له عند الله إزاء ظلمه لأخيه؟ أما يستطيع على الأقل أن يقدم قربانه لله ثم بعد ذلك على مهل يسوّي المسألة مع أخيه؟ الإجابة: كلا "اترك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك".
أولاً اصطلح مع أخيك ثم بعد ذلك تعال قدم قربانك. إن الرب في نعمته لم يَقُل خُذ قربانك ولا تَعُد ترى وجهي، بل بكل محبة يقول: اترك قربانك قدام المذبح. وسوِّ المشكلة مع أخيك، ثم عُد إليَّ ستجدني في انتظار عودتك ++++++++++++