أحداث هذه القصة الرمزية مأخوذ بعضها من سفر حزقيال النبي اصحاح 34 ومزمور الراعي الصالح (مز23) والإصحاح العاشر من انجيل معلمنا يوحنا الرسول. هذه القصة غير محدودة في مدة زمنية معينة كما سنفهم فيما بعد، وتجري أحداثها عبر الزمان من جيل إلى جيل. ولهذه القصة معاني روحية ولاهوتية وأيضاً طقسية وعقيديه. وفيما يلي بعض المعاني التي ترمز إليها كلمات ستتكرر في هذه القصة...
- الحظيرة ترمز إلى كنيسة العهد القديم وكنيسة العهد الجديد.
- الراعي الصالح هو السيد الرب يسوع المسيح.
- الرعاة هم الكهنة في العهد القديم والعهد الجديد.
- حفظة الأسوار هم الخدام المشتركين مع الرعاة في خدة ورعاية الخراف.
- الخراف والكباش والتيوس أمثلة مختلفة لأفراد الشعب الموجود في الكنيسة.
- الذئاب ترمز إلى الشياطين.
- الأشواك ترمز إلى التجارب، والحجارة ترمز إلى المشاكل، والطين يرمز إلى الخطية.
وهذه القصة ترويها لنا شاه هزيلة مهزولة تدعى جميلة. هناك أربعة مراحل في هذه القصة:
1- المرحلة الأولى في الحظيرة سمعت عنه.
2- المرحلة الثانية خارج الحظيرة أبحث عنه.
3- المرحلة الثالثة في الحفرة رأيته.
4- المرحلة الرابعة في الأحضان عرفته..
المرحلة الأولى في الحظيرة سمعت عنه:
ولدت في حظيرة كبيرة، لها أسوار عالية وباب واحد. الخراف والكباش والتيوس عددها كثيراً جداً. حفظة الأسوار يجلسون فوقها لينظروا الذئاب وهي قادمة من بعيد فينبهون الرعاة المهتمين بحراسة الخراف وكان هناك ثلاثة رعاة، إثنين ممسكين بالعصي وثالث بعصى وعكاز. كنت الإبنة الوحيدة لأب قوي يحرسني ويحميني مع أمي من بطش الخراف المسينة القوية. أمي كانت المصدر الأساسي للحب والحنان. أمي علمتني كثيراً، علمتني أن أثق في الراعي الممسك بالعصى والعكاز. قالت لي أن هناك راعياً قوياً أكثر من كل الرعاة يعلم مكان كل الخراف أينما ذهبوا أو تشتتتوا في الجبال أو التلال أو السهول والوديان، في كل المغاير وشقوق الأرض. أطلبي ياجميلة هذا الراعي وستجدنه دائماً في وقت الضيقة، هو قادر أن ينقذك من كل المتاعب والضيقات. كلمتني أمي عنه كثيراً جداً، سمعت عنه في الحظيرة ولكني لم أراه. كان يومنا في الحظيرة يبدأ بمجيء الرعاة ليخرجونا، من الباب ويقودون القطيع إلى المرعى الواسع، حيث يقسمون القطيع إلى مجموعات كل مجموعة يحرسها واحد من الرعاة وعديد من الخدام حفظة الأسوار. وكنا ننتشر على وجه الحقل نرى وحوش الحقل والذئاب من حولنا. كثيراً ما كان الرعاة يغفلون عا فنتشتت في الجبال وعلى كل تل عالٍ وفي السهول وعلى كل وجه الأرض ولم يكن هناك من يسأل أو يفتش. في كل يوم كان يفقد منا العديد من الخراف، البعض يضل طريقه والبعض صار مأكلاً للذئاب ووحوش الحقل. كان أبي لايعتمد فقط على حراسة الخدام بل كان يحميني أنا وأمي إذ كان أبي قوياً ويعلم الكثير عن حيل الذئاب. وعند غروب الشمس يكون رجوعنا إلى الحظيرة ويأخذ الرعاة في عد الخراف عند الدخول أو الخروج من باب الحظيرة. ولكن لأن عددنا كان كثيراً جداً، كنا نتناقص تدريجياً ولكن مازالت الحظيرة ممتلئة. وفي احدى الليالي فتح الباب ودخل أحد الرعاة الممسكين بالعصي والمهتمين برعي أنفسهم، وتقدم نحو أمي وجذبها من رقبتها وحاول أبي أن يمنعه، ولكن الراعي دفعه بعيداً وجذب أمي إلى خارج الحظيرة، وجرى خلفه أبي ولكن الباب أغلق أمامه. ورأيت أبي ينظر من فتحة الباب وهو غير قادر على الخروج وسمعنا صوت صرخات أمي ثم سمعنا صرخة عالية مدوية ولم أسمع صوتها بعد هذا، ورجع أبي والدموع في عينيه واحتضنني وقال لي يا جميلة منذ الآن سأكون لك أباً وأماً ولم أفهم ماذا حدث ولكنه بدأ يلاطفني ويعلمني بدلاً من أمي. ولم تمضى إلا أيام قليلة حتى دخل من الباب نفس الراعي الممسك بالعصى. ورأيته يرفع عصاه وينظر نحو أبي، فصرخت إذ رأيته يتجه نحو أبي وجذبه من رقبته وحاول أن أدخل بينه وبين أبي ولكنه ركلني بقدمه فوقعت على الأرض وجذب أبي إلى خارج الحظيرة وأغلق الباب. وتكرر سماعي لصرخات أبي ثم سمعت صوته القوي في صرخة مدوية أخيرة ولم أسمع بعدها صوت أبي.
وأصبحت وحيدة تماماً داخل الحظيرة. كنت أختبيء بجوار الحائط انتتظر رجوع أبي أو أمي، كثيراً ما تخيلت أبي وجريت نحوه ولكني أجده خروفاً أخر، وأحياناً ما كنت أجري خلف واحدة أظنها أمي ثم أكتشف بعدها أنها ليست بموجودة. بكيت كثيراً وحزنت إذ لم يكن هناك من يحميني أو يحبني. فقدت الشهية للأكل وامتنعت عن الخروج إلى المرعى ولم يدري أحد بعدم خروجي أحسست بغضب شديد وتساءلت عن هذا الراعي القوي الذي علمتني أمي أنه يحب الخراف. لماذا سمح هذا الراعي أن أفقد أبي وأمي؟. كنت مضطربة حزينة ومكتئبة وحيدة. وازددت ضعفاً وهزالاً وكثيراً ما كانت الخراف تتحرش بي وتدفعني إذ لم يكن هناك من يحميني. وفي يوم تكاثرت علي الخراف يهزوني بالكتف ودفعوني وتقدم واحد من الكباش ونطحني بقرنيه فكسر بعض ضلوعي وجرحت وسالت دمائي. وكان باب الحظيرة مفتوحاً، دفعوني ناحية الباب وطردوني إلى الخارج. وتقدمت نحو البا المفتوح أسير في ألم شديد نحو فتحة الباب ووجدت نفسي خارج الباب وخارج الحظيرة.
من كتاب المسيح فى الزواج والاسره...
اذكرا نيرو فى صلاتكم قدام يسوع....