[b][size=24]وعلى الرغم أن هذا التساؤل هو موضوع البحث الا أن كاتب البحث يعترف بصعوبة الإجابة على هذا السؤال وذلك لسببين هامين.. أولهما قلة المؤلفات التي وصلت الينا للكاتب نفسه. فعلى الرغم من غزارة انتاجه الفكري ستة آلاف لفافة من ورق المخطوطات[4] إلا أن ما وصل الينا هو القليل.
ولحكم على شخص ما علينا قراءة جميع ما كتب. وهذا ليس في الإمكان.
السبب الثاني لصعوبة إصدار الحكم هو صعوبة اكتشاف جميع التيارات الفكرية المضادة التي يواجهها والتي على أساسها صاغ أوريجانوس كتبه وأفكاره.
ولكن سيحاول كتب البحث الوصول الى هدفه رغم صعوبته وذلك من خلال البحث في هذه النقاط ·
الاتهامات الستة لأوريجانوس ·
اورجانوس والمسيح ·
البيئة الفكرية المحيطة لأوريجانوس ·
الوصول بالاستنتاج
الاتهامات الستة لأوريجانوس تنحصر الاتهامات الستة لأوريجانوس فيما كتبه في تلك الموسوعة الكبرى المسماه المبادئ[5] تلك الموسوعة التي كتب فيها عن الأقانيم الثلاثة والملائكة والخليقة والإنسان والتجسد والآخرة والأخلاق المسيحية والوحي الإلهي، وطرق تفسير الكتاب المقدس.
في هذا العمل الجبار بعض مآخذ يصيغها "تاريخ الكنيسة الشرقية " بأنها مآخذ طفيفة بالغ فيها تلاميذه وانقسموا في الشرق الى قسمين معه وعليه. [6] ولكن السؤال هو هل هذه المآخذ كما يسميها المؤلف يمكن فعلا أن تكون طفيفة؟! لقد لخص منسى يوحنا[7] في كتابه تاريخ الكنيسة القبطية هذه الاتهامات كما يلي: التهمة الأولى وهي المختصة بخلق النفوس قبل أجسادها وقد ورود في كتابه "المبادئ" ك3 ف5 " إن النفس البشرية خلقت في اليوم السادس عندما نفخ الله في آدم وكان ذلك بعد خلق الملائكة" التهمة الثانية هي المختصة بخلق نفس المسيح قبل تجسده التهمة الثالثة هي المختصة بخلاص الشياطين والهالكين التهمة الرابعة هي المختصة بعدم قيام الأجساد نفسها وقد ادعى أورينموس عدو أوريجانوس بأنه اعنقد بتغير شكل الأجساد عند القيامة بأن تأخذ أشكالا كروية كالشمس والنجوم وسائر الكواكب التهمة الخامسة هي المختصة بتقمص الأرواح والتهمة السادسة هي المختصة بخلق عوالم كثيرة. وقد أسرع الكاتب منسى يوحنا بالدفاع عن التهم المنسوبة الى أوريجانوس بينما قال ملاك لوقا في دفاعه " في هذا الصدد يقول الواقفون على الحقيقة أن هذه الهرطقات لا أثر لها في مؤلفات أوريجانوس، ولم تظهر إلا في الترجمات اللاتينية التي وضعها من بعده روفينوس الأكويلي.
غير أن أنسطاسيوس أسقف رومية ( 398 – 402م) في رسالته الى يوحنا أسقف أورشليم ، أحد أنصار أوريجانوس أوقع الحرم على ترجمة روفينوس لا على الأصل اليوناني"[8] ويسترسل ملاك لوقا في دفاعه فيقول " معظم تلك الأضاليل المذكورة مأخوذه عن اعتقادات وثنية ولا يعقل أن أوريجانوس نصير المسيحية الوحيد حينذاك ضد الوثنية يعتنق تلك الآراء السخيفة...." وفي الواقع يرى كاتب البحث أن أهم هذه الآراء والجديرة بالنقاش والتي يمكن أن تحكم على وريجانوس بكونه هرطوقيا أم لا هي تهمة وحيدة يجب علينا تفنيدها جيدا وهي المختصة بطبيعة المسيح. أوريجانوس والمسيح بعد أن نفى الأسقف ديمتريوس أوريجانوس الي قيصرية وسمع عنه أنه يمارس عمله الديني هناك كتب يعتب على أسقف قيصارية المسمى تاودكطس ويلومه عنده ويصعب عليه الأمر ويقول " ما ظننت أن هذا يكون في قيسارية ... وقد وجدنا في كتب هذا ارجانوس يقول ان الإبن مخلوق والروح القدس" [9] وقد قال كيرنز أيضا " ولكن مما يؤسف له أنه وإن كان يرى أن المسيح موجود منذ الأزل مع الآب ، إلا أنه اعتبر في مكانه أقل من الآب" [10] ويقول حنا الخضري " القارئ المدقق لتعاليم أوريجانوس يشتم منها كل أنواع الهرطقات"[11] فهل هذه الفكرة هي فكرة أوريجانوس عن المسيح حقا؟ ان الاعتراضات الأخرى سواء كانت حقيقية أو غير حقيقية لا يستطيع كاتب البحث أن يسميها هرطقة فهي ليست جوهر الإيمان المسيحي.
ولكن هوية المسيح هي من أساسيات الإيمان. فعلينا أن نحدد من خلال ما كتب نظرته الى المسيح. وفي الواقع أن فقدان كم هائل مما كتبه يجعل الوصول الى نتيجة صحيحة صعبة، وقد صدق حنا الخضري عندما تمنى قائلا " وكم نتمنى لو أن الذين ينبشون في بطون الأرض، يكتشفون بعضا من مئات الكتب التي تركها هذا المعلم المصري العظيم، لتعطي لنا صورة مكتملة الجوانب عن تعاليمه بنوع عام ، وعن مفهومه لشخص المسيح يسوع بنوع خاص" [12] المسيح يسوع في مفهوم أوريجانوس بين الابن والآب { نظرة سلبية } لقد فصل حنا الخضري الكثير من النقاط التي أخذت على أوريجانوس في نظرته للمسيح ، وفي الواقع يستطيع كاتب البحث أن يلخص تلك الهرطقة المتهم بها أوريجانوس بأنه وضع الابن في مرتبة أقل من مرتبة الآب فيقول ... " ونحن الذين نؤمن بكلام السيد الذي يقول بأن الآب الذي أرسله هو أعظم منه والذي لا يسمح بأن يلقب بالصالح ناسبا هذا اللقب للآب .. فإنه بهذا يدين الذين يمجدون الآب بافراط. فنحن نؤمن بأن المخلص والروح القدس يفوقان كل الأشياء المخلوقة ، في العظمة والسمو بلا وجه للمقارنة. كذلك الآب يفوقهما في العظمة والسمو بدرجة سموهما وتفوقهما على كل الخلائق الأخرى"[13]
ولكن هوية المسيح هي من أساسيات الإيمان. فعلينا أن نحدد من خلال ما كتب نظرته الى المسيح. وفي الواقع أن فقدان كم هائل مما كتبه يجعل الوصول الى نتيجة صحيحة صعبة، وقد صدق حنا الخضري عندما تمنى قائلا " وكم نتمنى لو أن الذين ينبشون في بطون الأرض، يكتشفون بعضا من مئات الكتب التي تركها هذا المعلم المصري العظيم، لتعطي لنا صورة مكتملة الجوانب عن تعاليمه بنوع عام ، وعن مفهومه لشخص المسيح يسوع بنوع خاص" [12] المسيح يسوع في مفهوم أوريجانوس بين الابن والآب { نظرة سلبية } لقد فصل حنا الخضري الكثير من النقاط التي أخذت على أوريجانوس في نظرته للمسيح ، وفي الواقع يستطيع كاتب البحث أن يلخص تلك الهرطقة المتهم بها أوريجانوس بأنه وضع الابن في مرتبة أقل من مرتبة الآب فيقول ... " ونحن الذين نؤمن بكلام السيد الذي يقول بأن الآب الذي أرسله هو أعظم منه والذي لا يسمح بأن يلقب بالصالح ناسبا هذا اللقب للآب .. فإنه بهذا يدين الذين يمجدون الآب بافراط. فنحن نؤمن بأن المخلص والروح القدس يفوقان كل الأشياء المخلوقة ، في العظمة والسمو بلا وجه للمقارنة. كذلك الآب يفوقهما في العظمة والسمو بدرجة سموهما وتفوقهما على كل الخلائق الأخرى"[13]
وفي الواقع البعض انة يجب ان نكمل نظرة أوريجانوس عن المسيح المسيح المخلص {نظرة إيجابية } وفي الواقع النظرة الإيجابية التي يرى بها أوريجانوس للمسيح هي نظرة أشمل وأعم وكما يقول القمص تادرس يعقوب ملطي في كتابه origan" ركز العلامة أوريجانوس على السيد المسيح إذ كان قلبه مشتعلا بحبه لذلك الذي وجد فيه كل احتياجاته"[14][/size][/b]