هناك مفارقات كثيرة في الحياة …
فعلي الرغم من أنني بنعمة الله
كثيراً ما كنت أجيب بسهولة
علي أسئلة صعبة ،
إلا أنني في أحدى المرات
وجدت صعوبة كبيرة في إجابة علي سؤال سهل …
فلم تكن الصعوبة في السؤال ، وإنما … سأحكي لك :
حدث أن أحد السفراء ( من أوربا ) دعاني إلي حفل
لتكريم رئيس أساقفة بلده الذي كان يزور مصر ، ،
وقد زارني في الدير . وكان الحفل لرد الزيادة …
وسألتني زوجة السفير سؤالاً ،
وهي إمرأة متدينة ووديعة جداً …
قالت : كانت لي قطة في غاية الجمال والرقة
وكنت أحبها جداً ،
وتحبني وتتبعني حيثما سرت في منزلي ،
وتجلس في حجري وتتمتم ….
ثم ماتت القطة ،
وحزنت عليها كثيراً وبكيت …
وتقابلت مرة مع أحد الرهبان ، وسألته :
هل انقطعت علاقتي نهائياً بقطتي ،
أم سوف أراها في الأبدية ؟
فأجابني أجابه قاسية جداً وجرح شعوري بقوله :
كلا ، طبعاً . حياة القطة انتهت بموتها تماماً ،
وليس لها امتداد بعد الموت .
ومن الخير لك ألا تفكري فيها …
وقد صدمتني هذه الإجابة وآلمتني …
ثم نظرت إلي زوجة السفير نظرات متوسلة ،
ونبراتها تدل علي الحزن والألم ، وسألتني في رجاء :
حقاً يا سيدي سوف لا أري قطتي المحبوبة
مرة أخري بعد موتها ؟!
ومرت علي لحظات من الصمت ، في حرج شديد ،
وأنا أفكر وأصلي …
نحن لسنا الآن في حصة لاهوت ،
إنما أمام مشاعر إنسانية رقيقة
ليس من السهل أن نجرحها …
وأخيراً فكرت أن أجيب علي السؤال بسؤال فقلت :
ألم يحدث بعد موتها ، أنك رأيتيها في الحلم ؟
***
فعادت الابتسامة إلي وجهها وقالت :
نعم رأيتها كثيراً في أحلامي .
فقلت لها :
إن بعض الأحلام نعمة ،
يري فيها الإنسان في نومه
ما يعجز عن رؤيته في يقظته .