[b][size=24]+أمال شيطانية:-
ثم أصعد يسوع إلي البرية من الروح ليجرب من إبليس فبعدما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة جاع أخيرا فتقدم إليه المجرب وقال له أن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً (مت4:1-3) لقد حقق الشيطان أمله في كسر آدم الأول والانتصار عليه في جنة عدن قديماً وأخرجه منها بغوايه الحية التي شككته في وعد الله وبنفس الطريقة جاء إلي آدم الأخر في البرية لينفرد به قائلاً "إن كنت" جاء الشيطان وكله أمل أن يسقط أدم مرة أخري ليستمر سلطان غوايته علي جنسنا ولكن هيهات أيها الجاهل ألم تسمع ما قاله ابن سيراخ : "أن الآمال الفارغة الكاذبة لذي السفه والأحلام يطير بها الجهال" (سيراخ34:1) عجبي عليك أيها الشيطان كانت آمالك أن تشكك السيد في بنوته لابيه الذي قال له أنت ابني الحبيب الذي به سررت! أم كانت أمالك هي تشكيك السيد في أنه يقدر أن يخلق من الحجارة خبزاً! أم أردت أن تشككه في قدرته علي أن يصوم عوضا عن آدم الأول الذي كسر الوصية ولكن ثق أن أمالك خابت لانها ريح أمام صخرة الدهور.
+وقوة روحية:-
"فأجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت4:4) جاء الشيطان معتمداً علي قوة العالم الممثلة في الخبز ونتاج الأرض مريداً بذلك التغلب علي السيد من الناحية الجسدية ولكن السيد بحب لقنه درساً هاماً وهو أن الأرض لا يمكن أن تعطي شبعا أو قوة لجائع إن لم يعطي الله أولاً فالقوة الحقيقة هي في كلمة الله المتجسد الذي جاء ليعطي الحياة والشبع لكل من يؤمن به قائلا: "أنا هو خبز الحياة من يقبل إلي فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبداً" (يو6:35 ) وقوة الرب نجدها أيضا في كلمته التي اختبرها الرسول وقال لنا : "لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضي من كل سيف ذي حدين وخارقة إلي مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته" (عب4:12 ) ما أعظمها قوة روحية نستطيع أن نتسلح بها أمام كل قوات الشر يوجهنا إليها الرسول قائلاً: "إلبسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس" (أف 6:11) .
+ونصرة ربانية:-
"حينئذ قال له يسوع اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ثم تركه إبليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه" (مت4:10-11) إنتصر ربنا يسوع المسيح علي إبليس في تجاربه الثلاث التي وردت في الكتاب المقدس بسيف الكلمة ولم يستخدم معه قوة جسدية أو مادية وهذا هو الفرق بين الإنتصار الرباني وإنتصار العالم الذي يتدخل فيه الخداع والغش والمكر وأسلحة الدمار لقد كشف الرب حقيقة إبليس وقال: "له أذهب يا شيطان" وكأنه يعطينا درساً عملياً في كيفية محاربة إبليس وأفكاره آلا وهي المكاشفة والمصارحة والتمسك بالحق الإلهي الذي يجعلنا ننتصر علي جوع الجسد بشبع الروح وعلي الشك وعدم الإيمان بالثقة في وعد الرب وعن الخضوع للعالم بالسجود لمن خلق العالم فشكراً لآدم الأخر الذي جاء ورد سقوط الأول إلي قيامة ونصرة فهذا هو زمن الافتقاد وهذا هو زمن الحب الذي قال عنه النبي حزقيال وهذا هو يسوع الذي قال عنه الأنبياء "قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتي يخرج الحق إلي النصرة" (مت12:20 ).[/size][/b]