[size=24]القديس فرنسيس الأسيزي
وُلِدَ فرنسيس عام 1179، في مدينة أسيزي بإيطاليا. ولما شبَّ انقاد
لأميال الجسد
وشهواته، إلا انّه كان شفوقاً على الفقراء، فنظر الله إليه بعين الشفقة، وأنار
عقله وأولاه نعمة التوبة الصادقة.
سمع ذات يوم صوتاً يقول له: "يا فرنسيس أُسنُد بيعتي". فلم يفهم معنى هذا الصوت. وأخذ يزيد ويُفرط في الإحسان إلى المساكين، حتى ضجّ أبوه فحرمه الميراث وسرّحه. فاتشح ثياباً رثّة، ومشى حافي القدمين، ممارساً أعمال التوبة الشاقة والرسالة، يعظ الناس بالمثل اكثر منه بالكلام، فتبعه كثيرون. فبنى لهم الأديرة ووضع لهم القوانين، متسامياً بالفضائل ولا سيما بفضيلة التواضع العميق. فمنحه الله صنع العجائب.
اثبت لهُ البابا انوريوس القانون ببراءة رسميّة. فتعزّى القديس بأن رهبنته قد تعززت ونمت وانتشرت. وكان على صداقة متينة مع القديس عبد الأحد، يتعاونان على خلاص النفوس وخير الكنيسة.
وبعد أن أتمّ هذا القديس جهاده، رقد بالربّ سنة 1224، وله من العمر 45 سنة. وقال فيه البابا غريغوريوس العاشر ان جراحات المسيح انطبعت في يديه ورجليه وجنبه.
فرنسيس رجل سلام
كان يؤمن القدّيس فرنسيس الأسّيزي، في أعماق قلبه، بأنّ الربّ يدعوه ليكون رسول سلام في عالم مزّقته الحروب والانقاسمات. فاختار أن يصالح أسقف مدينة أّسيزي وعمدتها، ويلتقي في الشرق بالسلطان، تماماً كما فعل مع ذلك الذئب الذي كان يخيف كلّ سكّان غوبيو.
فرنسيس أخو المسلمين
في العصور الوسطى، اختار المسلمون والمسيحيّون أن يحلّوا مشاكلهم بالحروب المقدّسة (الحروب الصليبيّة). أمّا فرنسيس فقد اختار وسيلة أخرى: عبر الحدود التي كان تفصل المسيحيّين عن المسلمين في دمياط في مصر، والتقى بالسلطان أخيه.
فرنسيس أخو الجميع
في بداية مسيرته مع الربّ، التقى فرنسيس بأبرص. وبعد أن انتصر على خوفه، ذهب إلى الأبرص أخيه، فقبّله الأبرص. ففهم بأنّ كلّ إنسان، أكان صغيراً أم كبيراً، ضعيفاً أم قويّاً، هو أخ له، وهديّة من الربّ. وفي نهاية حياته، لخّص هذا الاكتشاف قائلاً:
"والربّ أعطاني إخوة".
فرنسيس الإنسان
ليس القدّيسون ملائكة ولا أشباه آلهة، بل بشراً. فرنسيس أيضاً كان إنساناً عاش إنسانيّته بملئها. فعندما كان شابّاً، كان قائداً للشبيبة: يسهر معهم وينظّم حفلاتهم ويترأسها. من دونه، كانوا عاجزين عن تنظيم أيّة حفلة. وعندما سار على درب الرب، كان يفرح، لأنّه يحبّ الحياة. فكان إنساناً يجرؤ على التعبير عن أعمق مشاعره بوضوح: فرحه، وغبطته، وحزنه، وشعوره بالوحدة والقلق والخوف... باختصار، كان فرنسيس إنساناً!
وبمناسبة هذا العيد يقدم موقع أبونا للأسرة الفرنسيسكانية في كل العالم قاطبةً، وحراسة الأراضي المقدسة في أبرشيتنا خاصة بأحر الأمنيات بعيد شفيعهم وشفيعنا. صلاته معنا [/size]