[color:0f16=blue][size=24]2. الرؤية الكتابية للموضوع
• موقف يسوع
إنَّّ السيد المسيح لم يكن ضد المرأة قط، إلاَّ أنَّه لم يدعها لتنضم لجماعة تلاميذه. وما علينا إلاَّّ أن نحترم نيته في وذلك بوصفه المؤسس للسرِّ. إنَّ الرسل أنفسهم حافظوا على هذا الموقف بالرُّغم من أنَّ المسيحية انتشرت في العالم اليوناني، بل وتغيرت العادات اليهودية أيضاً. وقد تمسك بهذا الموقف الثابت كلٌّ من التقليدين الشرقي والغربي.
وجديرٌ بالذكر الاعتراف بأنَّ كتب العهد الجديد لم تعطِ رأياً واضحاً في ذلك،. فلا يوجد نص صريح يَحرِمُ المرأةَ من السيامة الكهنوتية أو يُبيحُ لها ذلك. ولقد ذهب البعضُ للقول بأنَّ يسوع ما فعل مثل هذا لأنَه تأثر بعادات زمنه أو أنَّه احترمها، مما جعله يقرر اختياره من الرجال فقط. ولكن بالرجوع إلى (لو6/12) ينضحُ لنا أنَّ المسيح اتخذ قراره هذا في جوٍ من الصلاة والتي دامت ليلة. هذا القرار صدر منه بتأييدٍ من الروح القدس، فالله مسحه بالروح والقوة (راجع أع10/38). ويعلن المسيح في موضعٍ آخر «لستم أنتم اخترتموني بل أنا الذي اخترتكم »(يو15/16)، والذي يتوازى مع (عب 5/4) في الحديث على الكهنوت كدعوة خاصة من الله.
• موقف التلاميذ كامتداد لموقف يسوع
وبعد أن صعد المسيح اجتمع التلاميذ بقيادة بطرس ليختاروا خلفاً ليهوذا الإسخريوطي، ويؤكدُ بطرس على شرطٍ أساسي في الاختيار، ألاَّ وهو أن يكون رجلاً مشهوداً له، علماً بأنَّ هناك من النساء مَنْ لهن الأفضلية في ذلك، إذ هن اللواتي علمن أولاً بقيامة الرب بل وأوكلوا من قبله بإعلان الخبر للتلاميذ. وبالرُّغم من ذلك لم يضع التلاميذ هذا في عين الاعتبار وإنَّما قدموا اسمين من الرجال (راجع أع1/21). وكذلك الفصل الرابع من سفر الأعمال نجد تقديم سبعة رجال للخدمة الجديدة. غير أنَّ كلَّ هذا لا يعني أن لا دور للمرأة في الكنيسة الأولى. بل كان دورهن فعّال إذ كُن يساعدن الرسل في الخدمات الاجتماعية والروحية، كما كان الرسل أنفسهم يوصوا عليهن. فنجد بولس يوصي بفيبي خادمة الكنيسة بكنخراس وذلك ليقبلها أهل رومية كما يليق بالأخوة (16/1).
3. الرؤية بحسب التقليد
+ لم يختر المسيح من بين الأثني عشر امرأة. وهكذا نهج الرسل من بعده بالرُّغم من أنهم حرروا المرأة في أمورٍ كثيرة، كما أنَّ زمنهم شهد تغيراً ملحوظاً في العادات والتقاليد.
+ ما من إنسان له حقّ المطالبة بسرِّ الكهنوت( راجع عب5/4).
+ لم يتم في تاريخ الكنيسة أيُّ وضع يد على المرأة، سواء بقصد سيامة كهنوتية أو إرسال للخدمة.
+ على الكاهن أن يمثل المسيح، والمسيح في صورة رجل وبإرادة رجل. كما أن العلاقة بين المسيح والكنيسة يجب أن تكون بين العريس وعروسه من حيث الرمز، هكذا يجب أن يكون الكاهن في صورة ذكر، وهذا ما ينادي به مجمع الإيمان بأن تبقي الكنيسة على الأمانة لصورة سيدها. وبناءً عليه ينص القانون رقم 754 «بوسع الرجل المعمّد دون سواه أن يقبل السيامة المقدّسة على وجهٍ صحيح».
ملحوظة:-
بالرُّغم من هذا إلاَّ أن اللاّهوت الكاثوليكي لا يعتبر ذلك مقياساً عقائدياً، بل تترك الكنيسة للاهوتيين مجال البحث في ذلك. فتعلن أنَّ سيامة المرأة أمر غير مقبول لظروفٍ وقتيةٍ، ولكنَّها في الوقت عينه أعلنت قرارها بكلِّ جرأةٍ ووضوح للحفاظ على التعليم الموكل إليها من قبل المسيح عبر الرسل، وتعتبر نفسها غير ملزمة بمنح السيامة الكهنوتية للمرأة التزاماً منها لقصد مؤسسها.كما عبر البابا يوحنا بولس الثاني عن امتناعه هذه في رسالتيه إلى المرأة "إلى النساء"،" كرامة المرأة". ولكنه يلح على أن مكانة المرأة لا تقترن على الإطلاق بسيامتها الكهنوتية.
المصادر والمراجع
أولاً: المصادر
1- الكتاب المقدس، الطبعة اليسوعية، دار المشرق لبنان، 1986.
2- التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، المكتبة البولسية، لبنان، 1999.
3- المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، المكتبة الكاثوليكية، القاهرة، 2000.
4- مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، منشورات المركز الفرنسسكاني للدراسات الشرقية، القاهرة، 1995.
ثانياً: المراجع
1- بيان ليما، المعمودية الإفخارستيا والكهنوت، ترجمة ميشال نجم(الأب)، منشورات النور، مجلس كنائس الشرق الوسط، 1984.
2- سليم بسترس(الأب)، اللاّهوت المسيحي والإنسان المعاصر، الجزء الثالث، (=الفكر المسيحي ما بين المس واليوم، 4)، المكتبة البولسية، لبنان، 1998.
3- صلاح أبو جوده اليسوعي(الأب)، الكهنوت المسيحي وسرُّ الدرجة، (=موسوعة المعرفة المسيحية، الأسرار،
، لبنان، 1998.
4- جرجس عبيد(القمص)، المرأة …هل يجوز منحها سرّ الدرجة الكهنوتية، مجلة الصلاح، بطريركية الأقباط الكاثوليك، مارس، 1993.
5- يوسف لاجين(الأب)، مطالعة في اللاّهوت العقائدي حول سرِّ الكهنوت، محاضرات أُلقيت بمعهد القديس يوسف للدراسات الفلسفية واللاّهوتية، حريصا، لبنان، 1999.[/size][/color]